توفيق هذه المحاولة، ولكنه لم يتخذ ما كان ينبغي أن يتخذه من عدة، وأول ما كان ينبغي أن يتخذه من عدة، وأول ما كان ينبغي أن يتخذ أن يقرأ وأن يقرا كثيرا، على رغم ما يحدثنا به من أنه قبل أن يكتب القصة قرا في الأدب اليوناني كثيرا، فإنا نرى أن هذه القراءة متواضعة ومتواضعة جدا. . . ثم ذكر الدكتور بعض المآخذ في قصة الحكيم، منها جعل أوديب يقتل الأسد بهراوة بيده ثم يحمله على ظهره ويلقيه في البحر، ولو فرضنا أنه من الممكن أن يقتل الرجل الأسد بهراوة ويحمله على ظهره فأي بحر هذا الذي ألقاه فيه؟ إن الإنسان يسير بين طيبة وبين البحر يوما كاملا دون أن يحمل أسداً على ظهره. أكبر الظن أن توفيق الحكيم لم ير الخريطة، ولعله قد اشتبهت عليه قرية صغيرة قريبة من البحر أسمها طيبة وهي غير طيبة والتي وقعت فيها أحداث القصة.
ومن تلك المآخذ مأخذ قال إنه أفسد القصة من ناحية الفنية إفسادا ليس بعد إفساده، ذلك أنه صور ترسياس في صورة المتآمر الذي ينزل إلى ما يجري عليه الناس من أنواع الدسائس والشرور، ثم مأخذ قال إنه افسد الناحية الفلسفية بأن جعل أوديب يطلب إلى زوجته وأمه جوكستا أن تصرف النظر عما حدث، ليعيشا مع أولادهما مكتفين بالنفي من طيبة، وهذا لا يتفق مع غاية القصة من شعور بالإثم، ومن حسن الحظ أن جوكستا ماتت ولم تقبل ذلك.
ثم قال أن توفيق الحكيم لم ينس أنه كان عضواً في النيابة العمومية، فقد خلط الحوادث خلطاً عجيباً عندما حكم على الكاهن ترسياس بأن يختارا بين الموت والنفي ثم وقفهما أمام الشعب ليحاكما.
وخرج الدكتور طه من الكلام على قصة توفيق الحكيم بأنها جمعت بين قصور جان كوكتو في الناحية الفلسفية وبين قصور أندرية جيد في الناحية الفنية.
ثم تحدث الدكتور عن المقدمة التي كتبها الأستاذ توفيق الحكيم لقصته فقال إن أقل ما يقال فيها إنها كانت تحتاج إلى عناية، فقد كتب صفحات في الجواب عن السؤال: لماذا لم ينقل العرب التمثيلية اليونانية؟ وذكر أن أمرأ القيس ذهب إلى قسطنطينية - وأنا لا أعرف أن أمر القيس ذهب إلى قسطنطينية - فلماذا لم يعد من هناك بشيء من هذا الفن؟ وراح الأستاذ توفيق يسهب في ذكر أسباب وفروض كثيرة، وما كان إغناه عن هذا كله لو علم أن العرب لم ينقلوا التمثيل عن اليونان بسبب واحد بسيط، هو أن اليونان لم يكن عندهم تمثيل