عقب الأستاذ عبد المتعال الصعيدي على مقال لي في وأد البنات عند العرب في الجاهلية بكلمة ترجع خلاصتها إلى النقط الآتية:
١ - يسألني من أين أتيت بالرأي الذي ذكرته في هذا المقال بصدد عقائد القبائل التي كانت تئد بناتها، والعوامل التي كانت تحملها على ذلك.
٢ - يرى أن العرب في الجاهلية كانت تعتقد أن الله خالق كل شيء، بدليل قوله تعالى:(ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم). فكيف يصح مع هذا ما ذكرته من أنهم كانوا ينسبون خلق الذكر لآلهتهم وخلق الإناث لله.
٣ - يرى أن ليس المراد بالبنات في الآيات التي استشهدت بها الإناث من بني الإنسان، وإنما المراد بهن الملائكة.
٤ - يرى أن آية النحل التي ذكرتها:(ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون)، لا تدل على انهم كانوا ينسبون الذكور لآلهتهم، وإنما تدل على انهم كانوا ينسبونهم لأنفسهم.
٥ - يرى أن وأد البنات لم يكن للسبب الذي ذكرته، بل كان بعضه للفقر، وبعضه لخوف الفقر، وبعضه لخوف السبي والعار، وإن لا مانع من أن يكون بعضه تنفيذاً لنذور كانوا ينذرونها. فقد كان الرجل يحلف في الجاهلية لئن ولد له كذا غلاماً لينحرن أحدهم كما فعل عبد المطلب.
وردي على هذه المسائل يتلخص كذلك في النقط الخمس الآتية:
١ - لم آت بالرأي الذي ذكرته من كتاب، ولم أنقله عن أحد، بل هي نظرية لي استنبطتها استنباطاً من آيات الذكر الحكيم؛ وصرحت في مقالي أنه لم يسبقني بها أحد. فلا محل إذن لمطالبتي بالمرجع الذي رجعت إليه بصددها.
٢ - لم يكن العرب في الجاهلية على دين واحد، بل كانوا فرقاً كثيرة يختلف بعضها عن بعض اختلافاُ كبيراً في العقائد والعبادات، فكان منهم من يعبد الله على مل إبراهيم، وكان من هؤلاء الرسول عليه الصلاة والسلام قبل بعثته وكثير من السابقين الأولين إلى الإسلام،