تفضلت الآنسة سناء محمد فأرشدتني إلى مرجع قيم لموضوع كنت قد ألممت به في كلمة لي نشرتها الرسالة. أما المرجع فهو شفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل، وأما موضوعي فيتعلق بالكلمات العامية. وسيرى القارئ أي فضل أسدته إلي الآنسة حين نبهتني في رفق ولين إلى وجوب البحث في المراجع قبل تناول ما يتصل بها من الموضوعات
على أني إن شكرت لها هذا الفضل فإنها قد أوحت إلي بخاطر سأظل معترفاً لها بالعجز عن الشكر عليه. وهذا الخاطر هو أن أنشر كتاباً عنوانه (كتب لم أقرأها)
أقسم إنه لعنوان رائع. . . ولئن وفق كاتب إلى الإتقان في وضع كتاب كهذا فهو بالغ به الذروة في عالم التأليف! ألا يتاح له بث مشاعره كلها نحو المجهول؟ (كتب لم أقرأها). . . إنها لملايين وإن لدى الكاتب من الشوق إلى بعضها ومن العلم بشيء عن البعض، ومن الأوهام والجهالات عن أكثرها، ما تتسع له طوال الأعمار وطوال الأسفار
وفي غير هذا المكان من الرسالة كلمة عن أحد الكتب التي لم أقرأها، ويبين منه أسلوبي في تناول هذا الموضوع فلن أغرب وإن لم أعجب، ولن أتبع طريقاً غير مألوف بل سأتحدث عن كتب قرأت عنها في لغة أخرى وهي مكتوبة عنا ونحن أحوج إلى قراءتها
فإلى التي أوحت إلي بهذا الخاطر أهدى هذا المقال وما يتبعه تحت عنوانه - إن أفسحت الرسالة صدرها لهذه الرسائل
وإلى الرسالة وإليها أهدي خالص التحية.
عبد اللطيف النشار
حول الحرب والشعر
يؤسفني أنني أغضبت الأستاذ العقاد بملاحظات متواضعة على ترجمته لقصيدة سهول الفلاندر المشهورة للشاعر الكندي جون ماك كراي
وإذا كان الأستاذ تفضل فأسعفني بالنص الإنجليزي من كتاب (بعد عشرين عاماً) الذي