كانت حياة شوبير القصيرة حياة كفاح قضاها تاركاً للأجيال التي بعده حظاً من المتعة أوفر مما كان لنفسه. وهو أشهر الموسيقيين النمساويين ولد بفينا عام ١٧٩٧ ولا تزال عاصمة النمسا إلى اليوم تحيي ذكرى ميلاده
وأبوه ابن فلاح من منطقة مورافيا كان يدير مدرسة صغيرة في قريته ويستعين بإيرادها على عول أسرة كبيرة كان فرانز من بينها
وسيرة فرانز إحدى سير العظماء الذين أنجبهم العالم. بدأ أبوه يعلمه العزف على آلة موسيقية مماثلة (للربابة) وكانت أسرة شوبير تمتاز بحذق العزف على الآلات الموسيقية فنبغ في هذا الفن نبوغاً جعله يفوق أخوته وهم أكبر منه سناً. فلما بلغ السنة الحادية عشرة بعثت به أسرته إلى مدرسة تابعة لكنيسة صغيرة ليتعلم بها الترتيل، وتقدم معه إليها أولاد عديدون كانوا يتسلون انتظاراً لدورهم في امتحان القبول بالتهكم على فرانز لصغر سنه ورثاثة ملبسه، ولكنه بعد أن قبل بالمدرسة استبدل بلباسه لباس المدرسة الرسمي الأنيق في حين لم يقبل بها الطلاب الآخرون لفشلهم في الامتحان
وكانت هذه المدرسة مكاناً طريفاً للدرس، يكون تلاميذها فيما بينهم مجموعة موسيقية (أركسترا) يمرنون كل يوم في الدرس. وكان فرانز في أول الأمر غير ظاهر بين زملائه الذين كانوا جميعاً يكبرونه سناً، ولكن حذقه في الفن لفت إليه نظر رئيس الفرقة وهو صبي يدعى سبون ويقول عنه:(وبحثت عن هذا العازف الحاذق فوجدته صبياً صغيراً على عينيه منظار يدعى فرانز شوبير) ومن ثم أضحى سبون وفرانز صديقين حميمين
واستطاع فرانز يوماً أن يؤلف قطعة موسيقية، إلا أنه عجز عن الحصول على الورق الخاص بكتابة الموسيقى (النوتة) لفقره، فأعانه صديق له بالمال. وهكذا بدأ تاريخ الموسيقي الصغير. وكانت غرفة التمرين بالمدرسة قاسية البرد شتاء، والطعام لا يملأ