المملوكي وأدبه، واجتماعياته. واستخلصت من ذلك كله مؤلفة
موسوعة تصدر تباعاً في أجزاء. وأحببت أن أعجل إلى قراء
الرسالة الغراء؛ فأعرض على أنظارهم صوراً شتى لنواحي
هذا العصر، آملا أن يجدوا فيها طرافة، وأن يجدوا في هذه
الطرافة شيئاً نافعا يجلي أمامهم وجه هذا العصر وخصائصه،
ويزيل عن حواشيه ما اكتنفها من ظلام.
وستكون هذه الطرائف خليطاً منوعا ما بين تاريخية وأدبية واجتماعية ونحوها. وإلى القارئ نبذة تاريخية سريعة تعرف بالعصر.
١ - التعريف بالعصر
العصر المملوكي فترة من فترات التاريخ المصري الطويل، وحقبة من أحقابه الواسعة، تحتجز منه زهاء ثلاثة قرون بين سنتي ٦٤٨هـ - ٩٢٣هـ. وبدأت بدءاً هينا لينا لا ضجة فيه ولا صخب إلا لماماً لماما، كما بدأت عصور قبله. ثم أخذ فيه الضجيج يشتد، والعجيج يزداد، وما زال حتى انتهى بأن هوت البلاد تحت أعباء حادث جلل وخطب عظيم.
قامت الدولة الأيوبية بمصر بزعامة مؤسسها صلاح الدين الأيوبي وما زالت تعالج الحروب الصليبية وغيرها، حتى ملك البلاد الملك الصالح نجم الدين الأيوبي أحد ملوك هذه الدولة. فوقعت في عهده إحدى المعارك الحاسمة في تلك الحروب وهي معركة