هذا هو نعيمة الحائر بين موحيات الكتب التائه في مفاوز الأديان وشعابها المطلسمة، قد أضناه تساؤل العقل وأذابهُ حنين الروح للوصول إلى الحقيقة والإيمان!. . .
هذا هو نعيمة الذي استنجد بالسماء لتهبهُ راحة الإيمان فلما ضنت عليه السماء بتلك النعمة خلق من نفسه لنفسه سماء ولا كالسماء ونعيما ولا كالنعيم، وتلك السماء وهذا النعيم اللذان أبدعهما نعيمة بصبره الطويل وتهجداته الروحية المضنية إن لم نجدهما في (همس الجفون) فنحن واجدُوهما في (زاد المعاد)(والمراحل)(والبيادر).
نعم وصل نعيمة إلى السماء أو (النرفانا) التي حج إليها من قبله (الغزالي، وأبن عربي، والأسيزي) وطاف في رحابها (ابن الفارض، والجنيد، والحلاج) وغيرهم ممن صفت نفوسهم وطهرت قلوبهم من أقذار الأرض وأوضارها.