- ألا تسمعه؟ هو هذا الذي يعزف على العود في الحجرة المجاورة. تعال. . . تعال اسمع تلميذك النابغة
- لعله الدرس الأول هذا الذي يراجعه
- لا. إنه قطع شوطاً بعيداً في دراسة الموسيقى. إنه يتردد على المعهد الملكي منذ سنتين. وهذا الذي يعزفه لحن صاغه هو
- أعوذ بالله!
- مم؟
- من هذا الخبط الذي يخبطه. أي معنى له؟ وأي إحساس فيه؟
- ليس هذا شأني، وإن كان هذا هو رأيي
- نِاديه!
- قيل لي إنك برمت بلحني يا أستاذ، فهل هذا حق أو هي الماكرة تريد أن توقع بيني وبينك الشر؟ على أني أريد أن أحذرك منها فقد ربتها أمها تربية غربية فهي لا تتذوق فننا الشرقي؛ فإذا كانت قد نقدت أمامك موسيقاي فإنما ذلك لأنها أعجمية الحس
- ما شاء الله! منذ متى وأنت تقسم الناس إلى عرب الحس وعجم الحس؟
- منذ دخلت معهد الموسيقى وعلمت أن للشرق موسيقى ينقسم المقام فيها إلى أربعة أرباع بينما لا ينقسم المقام في الموسيقى الغربية إلا إلى نصفين
- أعظم بهذا علماً. أفما كنت تدريه من قبل وأنت تعلم أن في حروفنا العربية (قافاً) و (عيناً) و (حاء) عدمها الغربيون وأن عندنا ستة عشر بحراً من بحور الشعر لها مجزوءات لا تصل إلى عددها أوزان الشعر الغربي. . .