للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- ولكن هذين الفرقين لا صلة لهما بالحس، فالشعر فيه من المعاني والأخيلة والأحاسيس ما يصلح للترجمة، فإذا ترجم إلى لغة غير العربية راع أهلها جماله وليس لهم بعد ذلك شأن بقافاته وحاءاته ولا أوزانه وضروبه. . .

- وهل تحسب الموسيقى أعصى على العقل والحس من الشعر؟ إنها أسلس منه قياداً لأنها تتجرد مما يغل الشعر من الألفاظ والكلمات، فهي لغة النفس التي يفهمها الناس على اختلاف ألسنتهم. . هي اللسان الذي لم يتبلبل. . والذي لا يحتاج إلى ترجمة

- إذن فلماذا لا يطرب الغربيون لموسيقانا؟

- أو لا تطرب أنت لموسيقاهم؟ أو لا يستسيغ المصريون والشرقيون هذه الألحان الغربية التي يدسها بعض الملحنين المصريين في ألحانهم؟

- بلى!

- أتعرف لماذا؟ لأن هذه الموسيقى الغربية موسيقى. . . وعليك بعد ذلك أن تسأل نفسك ومعهدك لماذا لا يستسيغ الغربيون موسيقانا. . . فإذا تعجلت الجواب فهو عندي.

- هاته

- لأن موسيقانا ليست موسيقى. . .

- كلها؟

- لا. أستغفر الله فإن عندنا موسيقى لن تعرفها أنت وأضرابك الصغار إلا يوم يكف المعهد عن الموسيقى.

- وما هي هذه الموسيقى. . . أظن أمك تناديك يا أختاه. . .

- لماذا كذبت عليها وأخرجتها. . .

- لأني بدأت أشعر أنك ستهاجمني هجوماً عنيفاً. وأنا لا أطيق أن أتردى فريسة بين مخالب منطقك أمام ابتسامتها الساخرة الشامتة. والآن هاهي ذي قد خرجت فماذا تريد أن تقول؟

- أريد الآن أن تجيب عما سأوجهه إليك من الأسئلة.

- سل ما شئت.

- ما هو التعريف الذي اتفقنا على أن نحدد به معنى الأدب؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>