الآن - وحسبنا ما نظرنا في حالة مسلمي مصر الأخلاقية والاجتماعية - نستطيع أن نلقي نظرة على حياتهم المنزلية وعاداتهم المألوفة. ولنبدأ بالطبقتين العليا والوسطى
يطلق على رب العائلة أو من يبلغ سن الرجولة إذا لم يكن خادماً أو خاملاً لقب (شيخ) احتراماً وتشريفاً. والمعنى اللغوي لكلمة شيخ هو عجوز؛ ولكن كثيراً ما تستعمل مرادفة لفظة (سيد)، وإن أطلقت بصفة أخص على رجال الدين وأولياء الله. ويقال للشريف (من سلالة النبي صلى الله عليه وسلم)(السيد) أياً كان منصبه. وكثير من الأشراف يشتغلون خدماً وزبالين وسائلين ومع ذلك يلقبون بالسيد، ويميزون بالعمامة الخضراء؛ إلا أن غالبهم، يفضلون على هذه الامتيازات لقب الشيخ والعمامة البيضاء. ويسمى من قام بفريضة الحج (الحاج). على أن هناك جملة حجاج، مثل الأشراف، يفضلون لقب الشيخ. ويطلق على العقائل بوجه عام لقب (الست)
وقبل أن أصف عادات رب العائلة يجب أن أشير إلى الطبقات المختلفة التي تتكون منها العائلة:(الحريم)، أي نساء المنزل، ولهم غرف خاصة بهن يطلق عليها، كما يطلق على النساء، الحريم ولا يسمح للرجال بدخولها ما عدا رب العائلة وبعض الأقارب الأدنين والأطفال. ويتألف الحريم من زوجة أو أكثر، ثم من الجواري. والبيض من الجواري والحبشيات أو نساء الجلا يقتنين على العموم للتسرى، وأما السود منهن فيتخذن للخدمة، وأخيراً الخادمات الحرائر. أما التابعون الذكور فهم عبيد سود أو بيض، ثم خدم أحرار وهم