الأكثرية. وقلما يبيح المصريون لأنفسهم ما أباح الدين من تعدد الزوجات. ولا يزال عدد من يعاشر أكثر من امرأة بالزواج أو التسري قليلاً حتى أن أغلب الذين يكتفون بزوجة واحدة لا يتسرون ليتمتعوا بالهدوء المنزلي، إذا لم يكن لسبب آخر. ولكن بعضهم يفضل اقتناء جارية حبشية للتسري على القيام بالنفقات الزوجية المرهقة، ويجعل لخدمتها جارية سوداء أو خادمة مصرية.
ويندر أن يحتفظ الرجل بزوجتين أو أكثر في المنزل نفسه، وإلا خصص لكل منهن غرفة متميزة. ويقوم على خدمة رب الدار وضيوفه خادم أو أكثر، ومنهم خادم يسمى (سقا)، ولكنه على الأخص يقوم على خدمة السيدات وهن خارج المنزل فقط، ثم البواب وهو يجلس دائماً على باب المنزل، والسائس للاعتناء بالاصطبل. وقلما يمتلك المصريون مماليك إذ أن أغلبهم في حوزة أغنياء الترك. ويندر أيضاً أن يكون لأحد غير عظماء الأتراك أغاوات. ويفتخر أغنياء التجار المصريين عندما يسير في ركابهم، أو يحمل شبكهم، عبد أسود.
يبكر المصري في نومه وفي استيقاظه، وهو ينهض للصلاة قبل الفجر، وبينما يقوم بفروض الوضوء والصلاة تجهز له امرأته أو جاريته القهوة، وتحشو له شبكه تبغاً وتقدمهما له حين ينتهي من فروضه الدينية
وكثير من المصريين لا يتناولون شيئاً قبل الظهر غير القهوة وتدخين الشبك؛ وبعضهم يتناول أكلة خفيفة في ساعة مبكرة. ويتكون الفطور من الخبز والبيض والزبد والجبن والقشدة أو لبن الزبادي. . . الخ أو فطيرة تؤكل وحدها أو بالعسل يصب فوقها أو بالسكر. ومن الألوان المألوفة في الفطور الفول المدمس، وهو يدمس بإنضاجه على مهل ليلة بطولها في إناء من الفخار يدفن إلى رقبته في نار الفرن أو الحمام بعد أن تسد فوهته سداً محكماً. ويؤكل الفول بزيت بذر الكتان أو بالزبد، وقد يعصر عليه قليل من الليمون. ويباع هذا الفول في أسواق القاهرة وغيرها من المدن. ويتكون طعام الفقراء من الخبز (والدقة) وهي خليط من الملح والفلفل مع الزعتر أو النعناع أو الكمون وأحد المواد الآتية أو أكثرها أو جميعها: وهي الكزبرة والدارصيني والسمسم والحمص. ويصنع الخبز مستديراً مسطحاً، بطول الشبر تقريباً وفي عرض الأصبع أو أقل