[في ليلة من ليالي الربيع]
للأستاذ سيد قطب
في الجو رائحةٌ توسوس في الحنايا والصدور
نشوانة خَدِرتْ يعاودها التوثب والفتور
فتهيم كالشوق المجنَّح في متاهات الضمير
وكأن رائحة الحياة تدب في عنق مثير
وأحس بالنغمات سارية ترَقرقُ في الدماء
كهتاف مشتاق تولَّه لا يكف عن الدعاء
الأرض تفتنه ويرنو في ابتهال للسماء!
والصمت يغمره وفي الأحياء وسوسة الغناء!
والحب والأشواق والظمأ تغلغل للحياه
وهواتف الدنيا إلى القبل المليحة في الشفاه
وترقرُقُ الحرقات في شغف يهيم إلى مداه
وتطلُّع الصوفيِّ في شوقٍ لي ذات الإله!
هو ذا الربيع وإنه لهو الهواتف والحنين
أبداً بهيج إلى عوالم تائهات لا تبين
ويهدهد الأحلام والذكريات شتى والفنون
فإذا الحياة هوًى يرف وفتنة وشجًى دفين