علق معالي الأستاذ مصطفى باشا عبد الرزاق في كتابه القيم (تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية) على اسم أبي سعيد أبي الخير، وفي أثناء عرضه لرأي المستشرق (تنمان) , بهذا التعليق:(لم أجد ذكراً فيما بين يدي من مراجع البحث لأبي سعيد أبي الخير، لكن يوجد أبو سعيد احمد بن عيسى الخراز نسبه إلى خرز الجلود من القرب ونحوها من أهل بغداد، وقد ذكره صاحب كتاب (التعرف لمذهب أهل التصوف) وقال السيد مصطفى العروسي في حاشيته على شرح لرسالة القشيرية (هو شيخ الطائفة غير أنه توفي على الأرجح سنة ٢٨٠ هـ (٨٩٩م) وذلك يمنع أن يكون المراد بواضع علم التصوف قبل القرون الثاني أو في ثناياه).
ثم استمر معاليه قائلاً:(على أن الأستاذ ما سنيون ذكر في كتابه (مجموعة نصوص لم تنشر متعلقة بتاريخ التصوف في بلاد الإسلام) ص٨٧ أبا سعيد بن أبي الخير المتوفى سنة ٤٤٠هـ (١٠٤٨م) وذكر أنه خراساني وأشار إلى أنه كان يتحلل من القيود الدينية وكان ذا صلة بالفيلسوف ابن سينا، وليس أبو سعيد ابن أبي الخير هذا هو المقصود بالضرورة)
ثم ذكر معاليه بعد هذه الفقرة نصوصاً فيمن يصح أن ينسب إليهم التصوف وفيهم اسم أبي سعيد الخراز البغدادي. وحين تحدث المستشرق أبي سعيد تحدث عن تطور التصوف في الإسلام وعن الأفكار الحديثة التي حلت بناديه كفكرة وحدة الوجود ثم ذكر تأثير بعض المتصوفة في التصوف كأبي سعيد أبي الخير في فارس والهند.
وتأثير أبي سعيد في متصوفة فارس تأثير مشهور معروف ولا سيما عند المستشرقين، وسبب ذلك على ما أرى هو أن هذا المتصوف كان في إيران، وكان يكتب في عصره أخذ الفرس فيه يدونون أفكارهم بلغتهم الوطنية، وفي عصر ظهرت فيه حكومات إيرانية أخذت تشجع اللغة الفارسية، فصار صاحبنا يكتب بهذه اللغة بأسلوب سلس جذاب وينظم بها نظماً جديداً على طراز مبتكر فريد، وفضلاً عن ذلك فإنه لم يغادر وطنه على ما هو معروف عنه. ومع ذلك فإن الكتب العربية تحدث عنه كمتصوف عظيم ونعتته (بشيخ الوقت ومقدم شيوخ الصوفية وأهل المعرفة في وقته)