وأما قول معاليه حكاية عن رأي تنمان:(ثم جاء التصوف فعرض لهذا العلم المؤلف من اصطلاحات خاوية وانضم إليه خصوصاً عند فرقة القائلين بوحدة الوجود من أهل التصوف الذي وضعه قبل القرن الثاني أو في ثناياه أبو سعيد أبو الخير، ولا تزال تلك الفرقة منتشرة في فارس والهند) ففيه التباس على ما أعتقد نتج إما عن خطا في الأصل وقع فيه المستشرق - وهو حكم لا أستطيع أن أجزم به لعدم وجود كتاب المستشرق لدى في الوقت الحاضر - وإما عن صعوبة في العبارة ووهم في الترجمة أو الاختصار إذ لا يوجد شخص آخر في تاريخ التصوف بهذا الاسم وبهذه الصفات ظهر أثره في فارس واتهم بالتحليل من قيود الدين بالقول بوحدة الوجود غير هذا الشخص الذي نتحدث عنه الآن والذي عاش في النصف الأول من القرن الخامس للهجرة، لا قبل القرن الثاني أو في ثناياه كما جاء في الكتاب.
والمستشرقون من ذوي التخصص في موضوع التصوف حين يتحدثون عن المتصوفة يتحدثون عن أبي سعيد كمثل بارز من أمثلة المتحررين والقائلين بوحدة الوجود. وكتب التصوف الفارسية تعتبره أمة بنفسه في عالم التصوف، صاحب مدرسة ورأي. ومن البديهي أن يكون الشخص الذي بحث عنه تنمان هو هذا الشخص الذي ذكره سائر المستشرقين وكتاب العرب والفرس
وأبو سعيد بن أبي الخير الذي تحدث عنه المستشرق، والذي نتحدث عنه الآن، هو شخصية مشهورة جداً وقد بحث عنه المستشرق المعروف إتى في رسالته التي وضعها في عام ١٨٧٨ للميلاد، والمستشرق إلروسي زوكوفسكي ناشر كتاب (أسرار التوحيد في مقامات الشيخ أبي سعيد) ثم المستشرق الثقة في موضوع التصوف الإسلامي الإنكليزي (نيكلسون)، والمستشرق (إدوارد براون) في كتابه القيم (تاريخ الأدب الفارسي). وهو أبو سعيد فضل الله بن أبي الخير ولد في غرة المحرم من عام ٣٥٧ للهجرة (٧ ديسمبر ٩٦٧م) في ميهنه وهي مدينة من إقليم خابران بخراسان وتوفي في ٤ شعبان من عام ٤٤٠ للهجرة (١٢ يناير من عام ١٠٤٩ للميلاد)، وكان أبوه عطاراً، ولكنه كان فناناً موهوباً محبوباً من السلطان محمود الغزنوي ملك غزنة.
يقول فريد الدين عطار: رسم أبو الخير والد أبي سعيد على جدران بيته صورة بديعة