للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[بعد الجلاء عن سورية:]

سحر الجلاء!

للأستاذ سيد قطب

(مهداة إلى الأستاذ توفيق الحكيم)

في العدد الماضي من جريدة (أخبار اليوم) وصف صحفي بعنوان (رأيت يوم الجلاء في سوريا) بقلم الأستاذ توفيق الحكيم صدرته الجريدة بهذه المقدمة:

(رأت أخبار اليوم بمناسبة الجلاء عن سوريا أن توفد الأستاذ توفيق الحكيم لشهود عيد الجلاء، وكذلك أوفدت مصورها الخاص ليسجل حفلات الجلاء. . وفيما يلي ننشر أولى رسائل الأستاذ توفيق الحكيم)

وقد بدأ الأستاذ توفيق. وصفه الصحفي يقول:

(أولئك الذين عرفوا أو سمعوا بذلك الكسلان الجالس طول يومه على إفريز مقهى لا يصنع شيئاً ولا يعنى بأحد ولا يهتم لأمر، قد دهشوا ولم يصدقوا أعينهم عند ما أبصروه ينزل من طائرة حربية محلقة في جو دمشق، وخلفها سرب من طائرات القتال المصرية.

(ما هذا الشعور الذي حرك الساكن، ونشط الهامد وأحيا الجماد؟ إنه الفرح بالجلاء الأجنبي عن أرض شقيقة لنا عربية، والجلاء عن سوريا ليس إلا مطلع ذلك الفجر الجميل في ليل الشرق الطويل. . . الخ الخ)

قرأت هذا فلم أدهش ولم أكذب عيني لأن توفيق الحكيم قد طار مندوباً لأخبار اليوم مع مصورها الخاص ليسجلا حفلات الجلاء عن سورية!

فما في هذا شيء يدعو إلى الدهش أو العجب، فهي (واحدة) من (وحايد) الأستاذ توفيق (كصينية البطاطس) و (عدو المرأة). و (البيريه) على الرأس و (حمار الحكيم). . . وأخيراً (قطط الحكيم) التي ظهر في مجلة الاثنين يحملها بين يديه، كآخر رفيق بعد الحمار الذي أوفده في مهمة خاصة!!

لم يدهشني إذن أن يطير الأستاذ توفيق ليسجل حفلات الجلاء في سورية مع مصور أخبار اليوم. . إنما الذي أدهشني حقاً هو ذلك الانقلاب في رأي الأستاذ توفيق وشعوره إزاء

<<  <  ج:
ص:  >  >>