١ - رأت لجنة الأدب بمجمع فؤاد الأول للغة العربية إبعاد الشعر من المسابقات الأدبية لسنة ١٩٤٩ - ١٩٥٠، وقصرتها على القصة والبحوث الأدبية، لأنها لا ترى في الإنتاج الشعري الحالي ما يستحق أن يجاز. ويبدو لي أن هذا الرأي يتصل بما حدث في العام الماضي حين احتفل المجمع بإعلان نتيجة مسابقات سنة ١٩٤٧ - ١٩٤٨ بدار الجمعية الجغرافية، إذ وقف الأستاذ المازني عضو لجنة الأدب يقدم الفائزين في الشعر فقال: إن الشعر كسائر الفنون لا يخلد فيه إلا الأعلون، وذاكرة الدنيا لا تعي غير الأفذاذ، والوسط كالرديء في ميزانها، ثم قال: إن الدواوين التي تلقاها المجمع كلها من الشعر الوسط، وإنه آثر التشجيع وتسامح فأجاز أربعة دواوين منها.
وبين يدي اللجنة الآن بضعة دواوين مقدمة في مسابقات العام الحالي (٤٨ - ١٩٤٩)، وهي (آخر دفعة) من الشعر في مسابقات المجمع حتى يرد إلى الشعر اعتباره. . . .
ويرى المتأمل أن موقف المجمع من الشعر غير سليم، لأنه إما أن يكون قد حكم على جميع الإنتاج الشعري، ما يعرف منه وما لا يعرف، وما يقدم إليه وما لا يقدم، وهذا غير ممكن ولا ميسور له؛ وإما أن حكمه نتيجة النظر فيما قدم إليه، وهنا يسأل سؤالين
الأول: أليس من الجائز أن يقدم إليه في مسابقة العام القادم التي أخلاها من الشعر إنتاج يستحق الإجازة، فلم إذن يقفل الباب؟
والسؤال الثاني يأتي بعد ذكر حقيقة ملموسة، وهي أن هناك شعراً جيداً كثيراً لا يقدمه أصحابه للمجمع، وبعد ذلك يسأل: لم ضعف الإقبال على مسابقات المجمع حتى صار لا يقدم إليه إلا هذا الذي لا يعجبه وهو مع هذا قليل؟!
أرجو مخلصا أن ينظر المجمع في هذا السؤال مليا ويعالج علة ذلك الإعراض، فالأمر يوشك أن ينتهي بالقصة والبحوث إلى مصير الشعر. . . .
٢ - واشترط المجمع في مسابقة القصة لسنة (١٩٤٩ - ٥٠) أن تبحث مشكلة اجتماعية عربية من مشاكل العصر الحاضر، أو تعرض حياة بطل من أبطال العرب، أو موقفاً من