مواقف العرب الحاسمة في التاريخ. وهذا الاشتراط يوعز بتحويل العمل الفني إلى دراسات اجتماعية أو تاريخية، وأنا لا أدرك الحكمة في تحديد موضوعات القصة، أو ليس المطلوب قصة فنية ناضجة؟ وماذا يضير إن كانت ذات فكرة أو موضوع غير هذه الموضوعات ما دام المقصود هو التشجيع على الإنتاج الجيد؟
٣ - عمم المجمع مسابقة القصة فجعلها لجميع أدباء العرب، وهذا حسن؛ ولكنه خص بمسابقة البحوث أدباء وادي النيل، فلم لا تكون المسابقات كلها لجميع العرب؟ قيل إن هناك (لائحة) تنص على أن يخص أدباء مصر ستمائة جنيه من الثمانمائة المخصصة للمسابقات الأدبية كل عام. وأقول: لم هذه (اللائحة)، أولم لا تغير؟ وقد أمكن التوسع في منح الستمائة الجنيه فأصبحت في المسابقة الجديدة تشمل جميع أدباء وادي النيل. وكم أود أن يكون (مجرى الضاد) أوسع من مجرى النيل.
أساطين الإذاعة:
قام الأستاذ محمد قاسم بك المدير العام للإذاعة المصرية، برحلته في أوربا وزار محطات الإذاعة في روما وباريس ولندن وقد عاد أخيرا من هذه (النزهة الإذاعية) ونشرت مجلة الإذاعة الأوربية فكان من أهم المسائل التي تناولها الحديث بل أهمها مسألة الكفايات المطلوبة فيمن يشرفون على الإذاعة؛ قال:(إن مسألة الآلات والبرامج وما إلى ذلك من الأمور التي تخطر على الذهن عادة، إنما تأتي في المرتبة من الأهمية، بعد أن أدركت أن المسألة الرئيسية في تنظيم الإذاعة هي اختيار الرجال الأكفاء للإشراف على أعمال الإذاعة المختلفة، وتحملهم المسئولية الكاملة في إدارة الأقسام أو الإدارات التي يعهد إليهم بها).
وهكذا عرفنا أن (النزهة الإذاعية) لم تكن عبثا. . . فقد استفاد سعادته منها حقيقة مهمة في مسألة الإذاعة الرئيسية. وأعترف أني يوم تساءلت عن فائدة هذه الزيارات وقلت إن البرامج يمكن سماعها في مصر - كنت غافلا عن أن زيارة سعادته ستتيح له الوقوف على أن المسألة المهمة هي اختيار الأكفاء لإدارة الإذاعة. . ولا اعتبار لما قد يقوله المحرمون أمثال هذه النزهات من أنه يمكن معرفة ذلك في مصر، وهو شئ لا زم لكل عمل لا للإذاعة فحسب، لا اعتبار لذلك لأن الحقائق المتعوب في الحصول عليها وجلبها من وراء البحار غير التي نصل إليها هينة بالبداهة في مصر!!