[على رسلك يا صديقي]
بيني وبين الشاعر الزين
للأستاذ محمد الأسمر
كتب صديقي أديبنا الفاضل الأستاذ عباس خضر كلمة عنوانها (الأسمر يسطو على شعر الزين) ذكر فيها أنني سطوت على صديقي الشاعر الكبير المغفور له الأستاذ أحمد الزين فسرقت أبياتاً، أدخلتها في قصيدتي التي رثيت بها المغفور له محمود فهمي النقراشي باشا. والقصيدة المذكورة أكثر من خمسين بيتاً، أبياتها الأولى ما يأتي:
أفي كل يوم دمعة خلف غائب ... وفي كل يوم لوعة بعد غارب
رجال كأمثال النجوم، فثاقب ... مضى وهو لمَّاع على إثر ثاقب
لأوشك دمعي أن تجف شؤونه ... على كل ماض ليس يوماً بآئب
إذا ما انتهينا من رثاء لذاهب ... بدأنا رثاء بعد ذاك لذاهب
أما يستريح الشعر في كل ساعة ... رثاء لحر، أو رثاء لصاحب؟!
ثُريا رجالات تهاوتْ نجومها ... وكانت على الوادي ثريا الكواكب
وقال صديقنا الفاضل إن أبيات الزين التي أخذنا منها أبياتنا ما يأتي:
أفي كل حين وقفة إثر ذاهب ... وصوب دم أقضي به حق صاحب
أودع صحبي واحداً بعد واحدٍ ... فأفقد قلبي جانباً بعد جانب
تساقط نفسيكليومفبعضها ... بجوف الثرى، والبعضرهنالنوائب
فيا دهر دع لي من فؤادي بقية ... لوصل ودود، أو تذكر غائب
ودع لي من ماء الجفون صبابةً ... أجيب بها في البين صيحة ناعب
والقارئ لأبيات الزين رحمه الله، لا يجد كل هذا التهويل الذي أثاره الناقد الفاضل، وإيضاحاً لذلك أقول: إن قصيدة الزين رحمه الله لا علم لي بها، فهي ليست من محفوظاتي التي حفظتها في صباي، وليست من القصائد التي قرأها الزين لي أوسمعتها منه، ولا هي من المتداول المعروف بين الناس، ومن الاتفاقات التي ليست بالعجيبة أن يحزن الزين لفقد أصدقائه، وأحزن أنا لفقد أصدقاء لي، أو فقد رجالات من رجالات مصر، فيقول كلانا قصيدته من بحر وروي واحد، فيجيء بعد ذلك تشابه في بعض الألفاظ في بيت أو بيتين