كان عام ١٩٠٤ نهاية التنافس الاستعماري بين إنجلترا وفرنسا فعقد بين الدولتين اتفاق ودي بمقتضاه تسيطر إنجلترا على مصر في نظير اعترافها لفرنسا بحق السيطرة على مراكش. وقد قلقت النفوس في مصر ومراكش من جراء هذا الإنفاق واضطربت الخواطر وسادت الكآبة وعم الحزن. وبينما كان الناس متجهين بعواطفهم نحو مراكش، يرقبون في جزع شديد ما سوف يقع على هذا الشعب المسكين من بطش الاستعمار الفرنسي وجبروته إذا بصحيفة المؤيد تطلع على الجمهور بعددها الصادر في ٩ مارس سنة ١٩٠٤ تحت العنوان المتقدم بالنبأ الآتي:
(هذه السفارة ليست من حكومة مصر بل من رعايا دولة الغرب الأقصى في مصر إلى مولاي عبد العزيز سلطان تلك الدولة وهي مؤلفة من ثمانية أشخاص بين مغن ومغنية وموسيقى قد اتفق معهم حضرة الحاج محمد شقرون وكيل دولة الغرب الأقصى سابقا في مصر على السفر بالمرتبات التي تقررت لهم وهي المذكورة بإزاء أسمائهم ولولا أن أحد محرري الجريدة شاهد بعينه أوراق السفر في الدرجة الأولى والعقود المختصة بذلك ما صدقنا الخبر الذي يراه كل إنسان ملم بأحوال دولة الغرب الأقصى، ومشاكلها المالية والسياسية الآن في غاية الغرابة.
وقد استلمت جوقة الطرب المصرية جوازات السفر وتذاكر الوابور في الدرجة الأولى لجميعهم وأجرة ثلاثة أشهر مقدما على الحساب الآتي: