للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[القصص]

عقيدة الشيطان

عن الإنجليزية

بقلم الأستاذ عبد اللطيف النشار

في العهد الذي كان فيه السيد المسيح والقديس بطرس يمشيان على الأرض مرّا بحداد اتفق مع الشيطان على أن يكون عبداً له إذا استطاع الشيطان أن يجعله في مدى سبعة أعوام سيداً على جميع الحدادين. وقد وقع الحداد والشيطان على وثيقة بهذا المعنى، ومن أجل هذا السبب علق الحداد على باب حانوته لوحة كتب عليها (سيد الحدادين)

ولما رأى المسيح هذه اللوحة ذهب إلى الرجل وسأله: (من أنت؟) فأجابه الحداد: (اقرأ اللوحة التي على الباب وإذا كنت لا تستطيع القراءة فانتظر حتى يمر بك من يعينك على فهمها. وقبل أن يجيبه المسيح جاء رجل على ظهر جواد وطلب إلى الحداد أن يضع حدوة في رجل جواده فقال المسيح للحداد: (أتأذن لي في أن أقوم بهذا العمل بالنيابة عنك؟)

قال الحداد: (جرب وإذا أسأت وضع الحدوة فإني سأعيد وضعها). فوضع المسيح قدمي الجواد فوق الفرن ونفخ في النار. وبدلاً من أن تحترق أقدام الجواد أصبحت مسكوة بطبقة لامعة معدنية وانتعلت بحدوات متينة، فدهش الحداد وقال للمسيح: (أنت حداد بارع)

وفي هذا الحين جاءت أم الحداد لتخبر أبنها بأن الطعام الغداء قد أعد ولتدعوه إلى تناوله، فتأهب الحداد للذهاب معها. وطلب إلى المسيح أن ينتظره وهو وصاحبه بالحانوت حتى يعود. فأذن له بذلك. ونظر المسيح إلى وجه أم الحداد فألفاها مجعدة الجلد عجوزاً شوهاء، فحملها ووضعها في الفرن فأصبحت فتاة جميلة. وأخذها ابنها وذهب معها إلى المنزل وهو ضاحك مسرور. وكانت كلمته للمسيح: (على الرغم من أني كتبت على لوحة حانوتي أن سيد الحدادين، فإن المرء ما عاش قابل للتعليم ولم أر قبلك حداداً يعيد العجائز فتيات)

ولما عاد الحداد بعد الغداء كان المسيح والقديس بطرس ينتظرانه. وجاء رجل على ظهر جواد ليطمر أقدام جواده فأراد الحداد أن يجرب الطريقة التي رأى المسيح يعمل بها ووضع أقدام الجواد على الفرن؛ فكانت النتيجة كما ينتظرها كل إنسان، واحترقت أرجل الجواد.

<<  <  ج:
ص:  >  >>