وفي الحال مرت عجوز فقال الحداد:(إذا أنا لم أفلح في إحدى الأعجوبتين فقد افلح في الأخرى) وقاد العجوز إلى النار وهي تستغيث وهو يقول: (سأعيدك فتاة جميلة ولن أطلب منك أجراً على ذلك. تعالي إلى الموقد)
وحملها إلى الموقد وهي تصرخ من الألم فنظر الحداد إلى المسيح وقال:(ليس في العالم ما هو أدعى إلى الخجل) فقال المسيح: (ما هو الذي يخجلك؟)
قال الحداد:(الشيطان هو الذي من حقه أن يخجل فإنه لم يف بوعده لي ولم يجعلني سيداً للحدادين مع أنه هو الذي كتب اللوحة التي على الباب)
فقال المسيح:(هبني أستطيع أن أحقق لك ثلاث أمان فماذا تريد تحقيقه من أمانيك؟)
قال الحداد:(أريد أن يكون لي نفوذ على كل من آمره بأن تسلق شجرة الكمثرى التي أمام الحانوت، فلا يستطيع أن يخالفني ولا يستطيع أن ينزل إلا إذا أمرته، فهذه أمنية؛ والأمنية الثانية أنني كلما أمرت إنساناً بأن يجلس في حانوتي فلا يستطيع الامتناع ولا يستطيع القيام إلا إذا أمرته، والأمنية الثالثة أن من آمره بالجلوس في كيس نقودي يضمر حتى أضعه في الكيس ولا يخرج إلا إذا أخرجته)
قال القديس بطرس:(هذه أمان حمقاء وقد كان عليك أن تتمنى محبة الله ورحمته)
فقال الحداد:(إنني لا أجرؤ على تمني أمنية كبيرة مثل هذه)
وعند ذلك ودعه المسيح والقديس بطرس وانصرفا، وأجابه المسيح إلى أمانيه
وانقضت الأيام سراعاً فتمت السنوات السبع المتفق عليها بين الحداد وبين الشيطان، وجاء الشيطان يتقاضاه الشرط وبدأ بأن سلم إليه مسماراً مكسوراً ليصنع له رأساً. فقال الحداد:(سأفعل ولكنك على ما يظهر متعب من طول المسافة التي قطعتها إليّ ومن الجوع، فتسلق هذه الشجرة ريثما تأكل من ثمرها وتستريح وأكون في هذه الفترة قد صنعت رأس المسمار)
فتسلق الشيطان الشجرة والكنه وجد نفسه عاجزاً عن النزول؛ وأخذ الحداد يضحك منه ويقول:(إن رأس المسمار ستستغرق منه أربعة أعوام). فتوسل إليه الشيطان أن يأذن له فلم يقبل إلا عندما وعده الشيطان بأن يذهب عنه فلا يعود إلا بعد أربعة أعوام. فأذن له على هذا الشرط. وانطلق الشيطان وبعد أربعة أعوام أخرى عاد الشيطان فقال: (لقد غبت