للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[في الأدب الغربي]

لامرتين والخريف

لامرتين شاعر رائق الفكر سليم الأسلوب رقيق العبارة. وهو واحد من

شعراء فرنسا المجيدين في القرن التاسع عشر. وإليه يعزى الفضل في

إحياء الشعر الغنائي الفرنسي الحديث.

حياته:

ولد في ماكون في (٢١ - ١٠ - ١٧٩٠). وكان ابوه ملكيا متحمسا. وقد اضطر بعد عهد الإرهاب إلى الاعتكاف في ضيعته في بلدة ميلي مقربة من مسقط رأسه ماكون. وهناك شب ونما في أسرة حنون ومناظر طبيعية غاية في الجمال.

وقد ألقيت مقاليد تربيته إلى قسيس كريم كان لحبه للأقاصيص وكلفه بها أثر كبير في لامرتين حين كتب قصته (جوسلان أرسله أبوه بعد ذلك إلى كلية ليون ثم إلى مدرسة بليه الاكليريكية. وكانت دراسته حتى ذلك الحين ضئيلة تافهة قومها بعد خروجه من المدرسة بمطالعاته العديدة وبإمعانه النظر في الطبيعة وبجريه وراء الأحلام والخيال.

انتظم عام ١٤ في فرقة حرس الملك لويس الثامن عشر، ولم يتركها الا بعد (المائة يوم). وفي عام ١٨٢٠ نشر مجموعة من الأشعار باسم (التأملات). وقد لاقت هذه المجموعة نجاحا منقطع النظير، وكان لها اثر كبير في شهرة لامرتين وتوجيه حياته في طريق العظمة والمجد. وفي العام التالي عين كاتبا لسر المفوضية الفرنسية بفلورنسا. ونشر عام ١٨٢٣ مجموعة شعرية جديدة سماها (التأملات الجديدة) ثم دخل، بعد ذلك بسبع سنين، (الاكاديمية الفرنسية) وعكف علىّ الرحلة والأسفار فزار بلاد اليونان وسوريا وفلسطين. وكتب عند عودته، سياحة في الشرق.

غير ان الحياة السياسية جذبته إليها فرغب فيها، ومال إليها فرشح نفسه للنيابة وفاز في الانتخاب عام ١٨٣٣ دون ان يكون له آراء أو مبادئ سياسية مرسومة محددة، ثم اندمج شيئا فشيئا في صفوف المعارضة. ووجهته أشعاره نحو الآراء الديمقراطية فاستقبلها وحفل بها. ويبدو ذلك جليا واضحا في مؤلفه (تاريخ الجيرونديين) عام ١٨٤٧. وقد ساعد على

<<  <  ج:
ص:  >  >>