للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[وطني في عرس الحرية]

للأستاذ عبد المنعم خلاف

عرش الشمس، عليه صباح مشرق، كله أضواء وأنداء وأغاريد وطوالع سعدٍ، واستهلال مجد

يَرِفُّ فوقه علم هو النمو والخصب والعلا وإقبال الأيام، رفيف القلوب حوله والأجفان فيه

وعلى العرش ملك يومئ الزمن باسمه إلى تاريخ وقف، وتاريخ أقبل. . . . وبشبابه إلى ربيع مخضر يلف بنت النيل بطيلسانه وريعانه فتنبت الورد والشوك. والغصن والرمح، للجمال والقوة. فهو ملك وكلمة من كلمات الغيب ألهمها (فؤاد) فوضعها فيما وضع من أعلام المجد

وأمة صهرت الفتن جوهرها نصف قرن، فخرج صافياً غير مدخول ولا زائف، قد (تكتل) وتجمعت ذراته، وتضائلت خلاياه، ونشطت عضلاته، ونهض في مركزه بين مشرق الشمس ومغربها صلب العاتق كالأهرام، رشيقا كالنيل، رهيبا كالصحراء، ينتظر أن يحمله الزمن رسالته الحديثة

وشعب يبدو كخلية النحل، يعمل في رأي مجتمع، ونشوة بعذوبة الوحدة بعد مرارة الفرقة، وحيرة الادلاج والسري خمسين سنة في مجهل السياسة، وقد ترك على الطريق جثثاً صرعى ونفوساً هلكى، فلما عسعس الليل وملّ الحادي وحار الدليل، أسعفه القدر بانفلاق الإصباح وإقبال النور والهدى إلى الغاية

وتاريخ يمسك قلمه القديم الذي كتب به أولى صحائف الحضارة والعلم ليكتب صحيفة جديدة نرجو ألا ينقضي مداها ولا يأفل سناها

وأرواح حائمة من الأبوة الأمجاد تصلي في ملكوت السموات أن يحمي رحمن العالم أرض الذرية ووصلة الشرق بالغرب.

وشيوخ محنكون يضعون الأساس ويخلقون الجو الجديد للروح والجسم، بالقلم والسيف، للمجد والحق.

وشباب ملتهب الفؤاد مسعر الروح، يريد أن يقيم البناء بنجوم السماء. . لا يدري ماذا يقدم من مطالب الوطنية ورغائب الحياة الجديدة، فما يولد يوم إلا ومعه إلهام منه يتنزل على

<<  <  ج:
ص:  >  >>