للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[العالم المسرحي والسينمائي]

كلمة صريحة حول الإعانة الحكومية للمسارح

لناقد (الرسالة) الفني

لم تكن للحكومة - إلى سنوات قلائل - أية صلة بالمسرح المصري

وبالعاملين فيه. وكانت دار الأوبرا الملكية ملحقة بوزارة الأشغال

فكأنها كانت في نظر الحكومة بناية من المباني لا داراً للفنون والآداب.

وبقي الأمر على هذا المنوال حتى وزارة الوفد الأولى التي كان يرأس

المغفور له صاحب الدولة سعد زغلول باشا فرأى مرقص حنا باشا

وزير الأشغال أن يولي المسرح في مصر قسطاً من عنايته واهتمامه،

فكانت المباراة الأولى التي اشترك فيها مديرو الفرق والممثلون

والممثلات، وكانت هذه المباراة هي أول اتصال مباشر بين الحكومة

والمسرح.

وقد ذكرنا في كلمة لنا (حول أزمة المسرح في مصر) كيف اضطربت سياسة الحكومة في اتصالها بالمسرح فعدلت عن طريقة المباراة بعد أَن أقامتها عامين متواليين على ما نذكر إلى سياسة الإعانة السنوية، وألفت في وزارة المعارف - بعد أن الحقت بها دار الأوبرا وأصبحت هي الوزارة المشرفة على الشؤون الفنية - لجنة تتفقد المسارح وتقدر للفرق وللممثلين المبالغ التي تمنح لهم في حدود الإعانة المقررة.

وسارت الوزارة في هذه الخطة سنوات برغم ما ظهر من فسادها وعدم جدواها، وبرغم صيحات الاستنكار التي رددها الكتاب والنقاد طوال هذه السنين. ويكفي أن نلقي نظرة عجلى على حالة المسرح المصري اليوم لنرى أن النقاد كانوا على حق في انتقاد هذه الطريقة، فلقد سار المسرح من سيء إلى أسوأ في هذه السنوات الأخيرة رغم ما بذلته الحكومة من إعانات سنوية، فلو أن هذه الطريقة كانت مجدية لاعانت على النهوض بالمسرح وعلى انتشاله من الهوة التي تردى بين جنباتها، ولكن حال المسرح قبل الإعانة

<<  <  ج:
ص:  >  >>