للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

كان خيراً منه بعدها، وفي ذلك ما يدعو للعجب حقا ولكنها دلالة حاسمة على أية حال على فشل طريقة الإعانة.

وكأن الوزارة ولجنة الإعانة تنبهتا أخيراً إلى هذه الحقيقة بعد أن ظهر جليا أن الإعانة لم تثمر الثمرة المنشودة، وأن المسرح قد هوى إلى الحضيض وانصرفت الجماهير عنه حتى اضطرت الفرق إلى إغلاق دورها حيال الكساد الذي منيت به. تنبهت الوزارة أخيراً إلى الحق إذ صدمت بالواقع الملموس فرأت أن تعدل عن خطتها القديمة إلى خطة أخرى، وقد نمى الينا أن لجنة الإعانة في اجتماعها الأخير في الأسبوع الماضي فكرت في تكوين فرقة من جميع المشتغلين بالمسرح من رجال وسيدات تحت اسم فرقة اتحاد المسرح المصري) وقد عرضت الفكرة على مديري الفرق الذين حضروا الجلسة فوافقت أغلبيتهم عليها وأبدوا استعدادهم للانضمام أليها وشكلت لجنة فرعية لتضع تفاصيل المشروع بالاتفاق مع مديريالفرق على أن يبداء في الحال وعلى أن تختص وزارة المعارف هذه الفرقة بالإعانة السنوية كلها.

ونحن نسجل هنا أولا عدول الوزارة عن خطتها القديمة، وهذا اعتراف صريح منها بفشلها، وهي خطوة طيبة على أية حال. أمافكرة تأليف فرقة تضم جميع المشتغلين بالمسرح فمن العسير أن نكون لها أو عليها قبل أن نطلع على تفاصيل المشروع وعلى النظام الذي سيوضع لهذه الفرقة. والفكرة من حيث هي لا بأس بها، بل لعلها العلاج الوحيد لانتشال المسرح من الوهدة التي سقط فيها، وتضافر هذه القوى مجتمعة له خطره ولا شك، وهذه الفرقة إن تحقق وجودها ستجذب الشعب ايها ما في ذلك ريب، وستكون تحت تصرفها بطبيعة الحال طائفة صالحة من الروايات لتمثلها. وأعني الروايات ألا نموذجية التي ترجمها بعض الأدباء تحت إشراف الوزارة عن شاكسبير وابسن وموليير وراسين وغيرهم من أقطاب الفن المسرحي في العالم، كما أن مبلغ الإعانة سيكون العماد الذي يمون الفرقة بما تشاء من وسائل الاستعداد المسرحي في المناظر أو الملابس أو الأدوات المسرحية جميعا على اختلافها وتنوعها. وفي النهاية نستطيع أن نقول أن هذه الفرقة تتوافر بين يديها من القوى المادية والمعنوية، ما ينهض بها إلى الذروة الفنية التي نطمع فيها وينشدها أنصار المسرح وهواته في مصر.

<<  <  ج:
ص:  >  >>