للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

قلنا أن الفكرة من حيث هي فكرة حسنة لا بأس بها في مجملها، ولكنها ككل فكرة في العالم قد لا يعدو جمالها الخاطر والفكر فإذا لم تخرج للناس في ثوب القشيب الذي يلائم جلالها وخطرها بدت شوهاء ووئدت في مهدها وكان الفشل نصيبها المحتوم وهذا ما نخشاه.

على أن الزوارة إذا أخذت بالحزم ووضعت لهذه الفرقة نظاماً داخلياً محكماً يضع الكل على قدم المساواة وعهدت بتنفيذه إلى أيد مخلصة قديرة لا تعرف الأغراض سبيلاً أليها ولا الأهواء مدخلاً إلى قلوبها، وأعلنت أنها ستأخذ بالشدة والعنف كل من يحيد عن هذا النظام وتقصيه عن العمل وتحرمه حرماناً مطلقاً من إعانتها، لو أحس القوم هذه النية الصادقة وهذه الإرادة القوية والعزم النافذ من الوزارة، لسارت الأمور على أحسن ما يرام ولرجونا لهذه الفكرة النجاح والتوفيق. وأخوف ما نخافه أن تلين قناة لجنة الإعانة ويجد فيها البعض مغمزا يهدمون عن طريقه هذه الفكرة، أو لعلهم ينتظرون حتى يخرج المشروع إلى حيز الوجود وتبدأ الفرقة عملها فيضربون ضربتهم.

على أن من الخير أن تعلن الوزارة من الآن في لهجة حاسمة إنها عدلت نهائيا عن خطتها القديمة ولن تتبع سياسة توزيع الإعانة بين مديري الفرق والممثلين بأية حال؛ وأن هذه الفرقة (فرقة اتحاد المسرح المصري) هي التي ستخصها بإعانتها كلها، فإذا لم تتألف هذه الفرقة فلن ينال أحد مليما واحدا من الوزارة. وأني لأعتقد - في رأيي الضعيف - أن كلمة كهذه من الوزارة سيكون لها صداها في جميع الأوساط، وستكون من أكبر العوامل في إنجاح المشروع، وأشد ما أخشاه أن تنكص لجنة الإعانة، إذ تصطدم في خطاها الأولى لتحقيق مشروعها الجديد ببعض العقبات فتفضل العافية والراحة على الجهد ومقاومة الصعاب، وتقرر صرف الإعانة على النحو المتبع في السنوات الماضية. وأن تفعل لتكونن قد أجرمت في حق الفن وفي حق هذا البلد الذي يطمع أن يكون له من مظاهر الثقافة الحقة ما لغيره من سائر البلدان.

<<  <  ج:
ص:  >  >>