للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكتب]

على هامش التاريخ المصري

لمؤلفه الأستاذ عبد القادر حمزة باشا

للأستاذ عباس محمود العقاد

إذا حكم القارئ على هذا الكتاب من عنوانه ظلمه كما ظلمه مؤلفه الكبير بهذه التسمية.

لأنه يتوهمه شذرات عرضية تعوم حول حواشي التاريخ المصري القديم، ولا تنفذ إلى صميمه أو تخلص إلى متنه، وهو على نقيض ذلك أحرى أن يسمى (من عناصر التاريخ) أو من أسسه، لأنه يلخص الأغراض التي من أجلها يدرس تاريخنا في أدواره المختلفة، ولا يمنع ذلك أن الكتاب لم يسلسل الأدوار من بدايتها المجهولة إلى نهايتها المعروفة، ولم يفصل تراجم الملوك والأسر ملكاً بعد ملك وأسرة بعد أسرة. فهذه كلها أرقام وأقسام، والعبرة بما وراء تلك الأرقام والأقسام

وفي الكتاب فصول عن نشأة الحضارة المصرية وعلاقة الكلدان واليونان بها، وعقائد المصريين في الآلهة والحساب بعد الموت، وما نسميه اليوم البروتوكول أو الآداب السلطانية عند الملوك الأقدمين، ومقتبسات هومير والأدباء الإغريق من الأساطير الفرعونية، وبحث عن التقويم المصري وعن المعارك الحامية التي نشبت بين رجال العلم ورجال الكنيسة في القرن الثامن عشر من جراء الكشوف والآثار التي دلت على قدم وجود الإنسان في وادي النيل وسبقه للأزمان المقررة في عرف رجال الكنيسة ومفسري التوراة بما سنح لهم من وجوه التفسير؛ وكل بحث من هذه البحوث شاف في موضوعه مغن عن مراجعة الأسفار الكثيرة نافذة إلى اللباب المختار.

وللكتاب مزيتان قيمتان بين كتب التاريخ: إحداهما أسلوب رائق بلغ من صفائه وإحكامه وسلاسته أنه يمتع القارئ بالأدب إلى جانب المعرفة التاريخية، وأنه يرسل النضرة في أوراق البردي اليابسة فإذا هو مخضوضر رفاف

والمزية الثانية أن الطريقة التي تناول بها الكاتب القدير موضوعاته طريقة موحية تفتح أمام الفكر أبواب التأمل والنظر ولا تقصره على ما يراه أمامه ماثلاً في الكلمات والسطور.

<<  <  ج:
ص:  >  >>