بين القاهرة وبغداد - في رياض الزمالك - سهرة روحية - لمحة وجدانية - طبائع الأرض المصرية والعراقية - بين سنترتس ولبنان - أشجاع وأغاريد - منظر طريف - ماذا دها القمر - فائدة لغوية وتاريخية - مروءة مصرية
بين القاهرة وبغداد
سنحت فرصة ثمينة، وما كنت أنتظر أن تسنح، فقد ألفنا بخل الأيام وشح الليالي، ورضنا النفس على اليأس من كرم الزمان
وتلك الفرصة هي لقاء الأستاذ طه الراوي في القاهرة بعد فراق طال ثم طال، وبعد شوق لا يصوره القلم ولو جال وصال
قال الأستاذ الراوي عند التلاقي: ماذا أصنع معك؟ وكيف أجازيك؟ أنت تعلن شوقك إلى إخوانك في مجلة الرسالة فيصل صوتك إلى الشرق والغرب، وأنا أضمر شوقي فلا يصل إليك منه قبس، ولو أني عبرت عما في نفسي لقلت إني لم أجد أحداً غيرك يفوقني في الوفاء
كذلك كان الحديث عند لقاء الأستاذ طه الراوي صديق مصر الحميم، والرجل الذي لا ينساه من يراه، ولو طال البعاد
تلاقينا وتسامرنا، وقال وقلت: أين الأستاذ الزيات ليتم أنس الحديث؟ فقد سأل الأستاذ الراوي مرات عن الأستاذ الزيات، وكان يشتهي أن يراه ليتحدث معه في شؤون من شواجر الأدب القديم والجديد، ورجاني أن أبلغه التحية إن لم يستطع رؤيته قبل الرجوع إلى بغداد.
في رياض الزمالك
عرفت من المفوضية العراقية أن الأستاذ الراوي يقيم بفندق الكنتننتال، فطلبته بالهتاف، فرد صوت محبوب هو صوت السيد خالد الشوربجي، فعجبت من هذه المصادفة الغريبة، وسألته عن الأستاذ الراوي فقال: تجده بكلية البنات في الزمالك، ثم قال: وين الأستاذ