للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[حول التنويم المغناطيسي]

للأستاذ أحمد فؤاد الأهواني

١ - يذكر التنويم المغناطيسي محاطاً بالغموض والإبهام. فهل هو علم ثابت الأساس، أم شعوذة وإيهام؟ وما مدى اتصاله بعلم النفس.

٢ - هل هناك من خطر في تعلمه. وإن كان هناك خطر فما هو؟ وهل يتعارض والدين؟

٣ - ألا ترى أنه يعصف باليقين بنتائجه الخارقة المدهشة؟

(ج. ع. م)

كوستي السودان

التنويم المغناطيسي ظاهرة طبيعية لا تعد من الخوارق، فهي كالنوم الطبيعي، إلا أن النوم المألوف يحدث من الإنسان لنفسه والمغناطيسي يحدث بتأثير شخص آخر. ويسمى النائم في عرفهم (الوسيط) إذا كان متصلاً بالمنوم اتصال تجارب وعمل. ويتم النوم المغناطيسي بشروط، الشرط الأول قابلية الشخص أو الوسيط للنوم، إذ ليس كل شخص قابلاً للنوم المغناطيسي. ومما يذكر في هذا الصدد أن المشتغلين بالتحليل النفساني ونعني بهم فرويد ومدرسة شاركو في فرنسا بدءوا حياتهم الطبية في العلاج بطريقة التنويم المغناطيسي، ولكنهم عدلوا عنها لأسباب منها أنه ليس جميع المرضى يخضعون للنوم، ومنها عدم جدوى هذه الطريقة

وهناك بعض الناس يسهل تنويمهم وخضوعهم، وهؤلاء يكونون خير وسطاء.

وأول من اهتدى إلى التنويم المغناطيسي هو العالم (مسمر) وكانت تسمى طريقته بالمسمرزم نسبة إليه. واشتهر أمره في القرن الثامن عشر، واختلف الناس في أمره، وافتتنوا بأعماله، فكلفت الحكومة الفرنسية العالم الكيميائي لافوازييه أن يبحث هذه الظاهرة العجيبة في ضوء العلم. واستمر افتتان الناس والعلماء بهذا الفن حول قرن من الزمان حتى أصبح مألوفاً وعرفوا أنه لا يثمر نتيجة في العلاج من الأمراض العصبية، فانصرفوا عنه في أواخر القرن الماضي كما ذكرنا، وأخذوا بطريقة التحليل النفساني.

والشرط الثاني استعداد المنوم وقوة تأثيره، وهذا الاستعداد منه طبيعي موهوب، ومنه

<<  <  ج:
ص:  >  >>