للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

صناعي مكسوب: ويكسب المرء قوة التأثير بتدريب نفسه في إلقاء الصوت النافذ الذي يشبه الأمر الصارم، وفي حدة النظر، وحسن الهندام، وبالجملة اكتمال الشخصية في جميع نواحيها بحيث تصبح قوية، فما لا يتسع المجال لتفصيله. . .

والشرط الثالث المعرفة بالأساليب الصناعية في التنويم، كالجلسة الخاصة، والوقفة المناسبة، وتوجيه النظر بالعين أو بالكرة المغناطيسية، وإحداث السحابات المغناطيسية وهي المرور باليدين من أعلى إلى أسفل بالقرب من جسم الوسيط مبتدئاً برأسه.

واعلم أن التنويم المغناطيسي يحدث حولنا دون أن ننتبه إليه ودون أن يعرف المنومون والمنومون ماذا يجري منهم. فالأم تهدهد طفلها، وتربت على جسمه بيديها، وتغني له وتأمره بعد ذلك بالنوم فينام. وكثيراً ما تلاطف قطة في دارك، فتهدأ، وتغمض عينيها، وتخضع لك مادمت تمر بيدك على جسمها. ولهذا كان من الجائز وليس من الغريب تنويم الحيوان. وقد رأيت في السينما ذات مرة شخصاً ينوم دجاجة بأن يجمعها على الأرض ويخط أمام منقارها خطاً مستقيماً فإذا بها تذهب في النوم.

وللنوم درجات أعلاها التخشب

وهم يدربون الوسطاء على قراءة الفكر وهي ظاهرة مألوفة معروفة، فينقل المنوم ما يريد من أسئلة إلى الوسيط كما ينقل إليه الإجابة أيضاً. وهؤلاء هم طائفة المشعوذين الذين يوهمون المتفرجين أن في مقدرة الوسيط أن تسبح روحه في عالم الغيب فيطلع على المستقبل المخبوء ويعرف أسرار الناس وما تخفي الصدور. وهذا كله وهم وخداع، إذ ليس في قدرة الوسيط أن يعلم إلا ما يعلمه له المنوم وينقله إليه.

أما النظرية القائلة بأن التأثير الحادث في التنويم المغناطيسي يرجع إلى اتصال الروح بالروح، فهي نظرية لم يقم عليها دليل ثابت أو برهان قوي يرغم على الاعتقاد به، أما النظريات التي يأخذ بها العلماء المتثبتون إلى أن يظهر ما يبطلها أو يكون أقرب منها إلى التفسيرات العلمية، فهي أولاً صدور (سيال) مغناطيسي بين المنوم والمنوم، ولم يصلوا إلى كنه هذا السيال ولهذا عدل عن الأخذ بهذا التفسير جمهرة العلماء. ونظرية ثانية حديثة تشبه المخ البشري كأنه (بطارية) كهربائية، أو كجهاز الإرسال والاستقبال مثل المذياع، فكأن ما يحدث بين المنوم والوسيط هو تبادل الرسائل على أمواج الأثير. وأنا شخصياً

<<  <  ج:
ص:  >  >>