احتفلت مصر يوم الاثنين الماضي بالعيد الدستوري للملك فاروق
وللملك فارق فضل على الفنون الجميلة فيما له من أفضال على سائر نواحي الحياة في مصر. ومن أنصع أياديه البيض على الفن تشجيعه للتمثيل والشعر تشجيعاً ملحوظاً رائعاً.
وإني أسجل بالفخر لجلالته عدة حوادث لها دلالاتها المسعدة التي تنتعش بها نفوس الفنانين.
أما الحادثة الأولى فقد كانت يوم وقف الفاروق في مقصورته بعد ختام الفصل الأخير من رواية (لو كنت حيلوة) التي مثلتها أمام جلالته فرقة الريحاني في دار الأوبرا، فقال جلالته لشعب الريحاني الذي هو من شعبه:(أرجو أن تكونوا جميعاً قد أفدتم من هذه الرواية ما يجب أن يفاد منها). . .
وقد كانت هذه الرواية تصور أخلاق نظار الأوقاف، وبلايا المستحقين في الأوقاف، كما كانت تعرض إلى جانب هذا ألواناً من الدس الشنيع والتآمر الخاطئ في ثوب مكروه بغيض. . .
فكان لكلام جلالته على أثر هذه الرواية معنى، وكان من هذا المعنى أن جلالته يحب من شعبه أن يعدل إذا حكم، وأن يزن الحق بقسطاس الله، وألا يطلب الحق إلا طلباً صريحاً لأن الحق لا يطلب إلا صراحة، والدس والتآمر للزور.
وكان لهذه الحادثة بعد ذلك معنى آخر، وهو إعجاب جلالته بفرقة الريحاني، وهي الفرقة التي ظلت تعمل السنوات الطوال في صبر واجتهاد كانت تنتزع يهما صفوة المصريين نفراً نفراً وهم متحرجون من الاعتراف بالتفوق الفني (لكشكش) لا لشيء يحرجهم إلا أنه (كشكش) وليس (عطيلا) ولا (هملت)