للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الفتوة في اللغة وكتب الأدب]

وحياة الفتيان في الجاهلية وعصور الإسلام

نقص قواميس اللغة العربية وقصورها عن تحديد المعاني

للأستاذ ضياء الدخيلي

في العدد (٧٨٤) من مجلة الرسالة الغراء انتقد الأستاذ محمد عبد القادر الجمل استشهادي بأبيات المتنبي وابن هرمة لإثبات معنى (فتى) في لغة العرب وهذان الشاعران وإن كانا من المولدين إلا أنهما مما يحتج بهما، وهذه كتب اللغة مفعمة بالاستشهاد بأبيات ابن هرمة في إثبات معاني الألفاظ، وقد قال شارح لديوان الحماسة جمع أبي تمام (إن ابن هرمة آخر الشعراء الذين يحتج بقولهم) وابن هرمة هو إبراهيم بن علي ابن سلمة ابن هرمة بن هذيل جاء في (بلوغ الأرب) أن أبا عبيده كان يقول افتتح الشعر بامرئ القيس وختم بابن هرمة وإنك لواجد الاستشهاد بشعره في كتب اللغة من ذلك أنهم استشهدوا في مادة سلا السمن إذا طبخه وعالجه فأذاب زبده يقول ابن هرمة

إن لنا صرمة مخيسة ... نشرب ألبانها نسلؤها

وأورد الجوهري في الصحاحفي (هيد) عن أبي عمرو قول ابن هرمة.

حتى استقامت له الأفاق طائعة ... فما يقال له هيد ولا هاد

و (هيد وهاد) زجر للإبل وما رأيك فيمن منحه الجوهري ثقته؟

وإني لم أورد بيته شاهدا باختيار تعمدته، ولكن ذلك جاء ضمن كلام لابن منظور الأفريقي نقلته من كتابه (لسان العرب) فهو الذي احتج بكلام ابن هرمة واستشهد بشعره وفي الأغاني أن ابن هرمة ولد سنة تسعين وأنشد أبا جعفر المنصور في سنة (١٤٠) قصيدته التي فيها.

إن الغواني أعرضن مغلبة ... لما رمى هدف الخمسين ميلادي

قال ثم عمر بعدها مدة طويلة وفيه أخبر علي به سليمان النحوي عن ابن الأعرابي انه كان يقول ختم الشعراء بابن هرمة وفيه وفي كتاب (الشعر والشعراء) أن الأصمعي عده في خمسة ختم بهم الشعراء فيرأيه. فها أنت تجد اعتداد علماء اللغة بشعره ولو لم يكن فصيحا

<<  <  ج:
ص:  >  >>