للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ونظرنا خلفنا فرأينا تلك السيدة قد جلست وسط الجسر، وأخذت تجمع التراب من الجسر وتضعه في (الطشت) الكبير.

ولم يكن هناك مساكن قريبة، بل كانت المسافة بيننا وبين أقرب مسكن، ما بين اثنين أو ثلاثين كيلومترات.

وأخذ والدي بعد أن وصلنا بلدنا، يتكلم عن كثير من الأشباح والعفاريت في ذلك المكان. . . وعما شاهد من قبل فيه وفي غيره.

ولكن لم أفهم تعليلا آخر لهذه الحادثة حتى الآن!

وبعد. . . . فقد قدمنا بعض ما قرأنا في هذه الأيام عن وجود الأشباح والأرواح.

فهل وجود الأرواح، وبالتالي تحضيرها واتصالها بالآدميين، حقيقة أم وهم؟

وهل معقولة كل هذه الأشياء؟

وإن لم تكن معقولة، فما هو تعليلها وبعض العلماء الماديين أنفسهم يجزمون بصحتها؟

وإذا صح كل هذا، فما هو التأثير الذي سيكون له على نظرية فرويد في تفسير الأحلام؟ أنه سيقلبها رأساً على عقب، فلن تعود تلك الأحلام تفسر على أنها صورة من شهواتنا في اليقظة تتراءى لنا في عالم الأحلام، لأنها هنا اتصالات روحية، وليست مادية.

وسيؤثر ذلك أيضاً على المتواتر من علم تفسير الأحلام، والرؤى الذي يتاجر به بعض (الفلكيين وقراء الكف وعلم التنجيم!)

ومن يدري؟

منذ آلاف السنين، منذ أن كان الإنسان يعبر عن نفسه وفكره بالإشارة والنحت - في العصر الحجري - إلى عصرنا هذا الذي استطاع فيه العلم المتقدم أن يصور الروح بآلة التصوير ما زال العلم يتخبط في إدراك ماهية الروح وكنهها. وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)، صدق الله العظيم.

حسين مهدي الغنامأأاا

<<  <  ج:
ص:  >  >>