وجه إلى قارئ فاضل هو الأستاذ عطية الشيخ في عدد الرسالة الماضي ملاحظة بشأن ما ورد في مقالي (الصقالبة في الرواية العربية) تفسيراً لرواية الرحالة ابن حوقل البغدادي عن (صقالبة الأندلس). فقد ذكر ابن حوقل في رحلته المسماة بالمسالك والممالك عن الصقالبة ما يأتي:(وذلك أن بلد الصقالبة طويل فسيح، والخليج الآخذ من بحر الروم ممتد على القسطنطينية واطربزنده يشق بلدهم بالعرض، فنصف بلدهم بالطول يسبيه الخراسانيون ويصلون، والنصف الشمالي يسبيه الأندلسيون من جهة جليقة وأفرنجة وأنكبردة وفلورية، وبهذه الديار من سبيهم الكثير باق على حاله)(ص٧٥)؛ قلت:(ومعنى ذلك أن الصقالبة الأندلسيين كانوا مزيجاً من الجليقيين (النصارى الأسبان) والألمان والفرنسيين (أهل افرنجة) واللومبارديين (أهل انكبردة) والإيطاليين (من فلورية))، ولكن القارئ الفاضل يريد أن يفسر قول ابن حوقل بأن الصقالبة كانوا يصلون إلى الأندلس عن طريق البلاد المذكورة، لا بأنهم كانوا يجلبون منها
وردي على ذلك هو أن المعنى الثاني هو الأرجح، وهو الذي اخترت الأخذ به، ذلك أن من بين البلاد التي يذكرها ابن حوقل أقطاراً كانت تقع في صميم بلاد الصقالبة في تلك العصور مثل لومبارديا (أنكبردة) وشرق افرنجة (ألمانيا)؛ وفي الوقت الذي زار فيه ابن حوقل الأندلس في أواخر عهد الناصر (أو أوائل عهد الحكم المستنصر) كانت كلمة الصقالبة تطلق في الأندلس على جميع الأجانب الذين يخدمون في البطانة أو الجيش؛ ولم يكن يقتصر في فهمها على الصقالبة الخلص، أعني سكان شرق أوربا وحوض الدانوب، وفي القسم الأول من مقالي شرح واف لتطورات هذه الكلمة، وذكر بعض المراجع التي تلقي ضوءاً على الموضوع.
م. ع. ع
التاريخ والسينما
كانت حوادث التاريخ وما زالت أعظم غذاء للمسرح والسينما؛ والمسرح القديم عريق في