للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[قلت لنفسي. . .]

إن مبدأ الإسلام، إقرارَ السلام؛ ومع ذلك لجأ إلى القوة وأخذ بنظام التسلح، فشرع القتال ثم قال: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم. . .) ومن قبلُ جاءت المسيحية عزوفة النفس زهيدة العين تسبل العفو عن الجارم، وتبيح الخدين للاّطم، وتترك ما لقيصر لقيصر وما لله لله؛ ومع ذلك قال المسيح: (ما جئت لألقي سلاماً بل حرباً)

فهل معنى ذلك إلا أن القوة هي شريعة الله يحفظ بها سلام العالم، ويقر عليها نظام الحياة، ويدفع بها بعض الناس عن بعض حتى لا تفسد الأرض؟

لقد جأرت أوربا كلها ليلة عيد الميلاد بنشيد المسيحية الشرقية: (وعلى

الأرض السلام) حتى جفَّت الشفاه، وبُحت الحناجر، ثم أصبح الناس

فإذا إيطاليا بلد البابا تحشد الجيوش إلى حدود الصومال، وفرنسا تجيب

على التحدي بجنود السنغال، وهتلر وجون بول يقفان متحفزين

متلاحظين: هذا من وراء الديمقراطية، وذاك من وراء الدكتاتورية!!

فهل يحسب الذين يثبطون مصر عن إرصاد الأهْبة وإعداد القوة بحجة ما نكلف من المال، ونجشم من الأعمال، إنهم يطيعون الله ويخدمون الوطن؟.

ابن عبد الملك

<<  <  ج:
ص:  >  >>