للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

البَريدُ الأدَبيَ

برلمان الأمم العربية:

يرى الأستاذ السيد علي الشوربجي في العدد الأخير من الرسالة أن فكرة برلمان الأمم العربية خيالية ومستحيلة. أما أنا فلم أخترع الفكرة بل اقتبست نظرية موجودة الآن بالفعل. وما من عملية إلا كانت في الأصل نظرية.

ففكرة الحكم الجمهوري نشأت من قديم الزمان في ذهن الإنسان وتصورها أفلاطون وجربها اليونانيون ففشلت وما زالت تجرب حتى تحققت، وصار الآن معظم أمم العالم جمهوريات، ولا ينقضي قرن حتى يعم الحكم الجمهوري العالم كله بلا استثناء، وأخيراً يصبح كله جمهورية واحدة لأمم متحدة.

الولايات (المتحدة) الأمريكية لم تكن متحدة تحت الحكم البريطاني ولكن لما تحررت من هذا الحكم اتحدت في ١٣ ولاية والآن صارت ٥١ ولاية. وقس عليها سويسرا وكندا.

وما قول الأستاذ في برلمان إحدى عشر دولة أوربية انعقد في الشهر الماضي؟ - فهل يرى الآن أن ما استحال في نظره صار ممكناً - وهل يتعذر عليه تصوره كما يتعذر عليه تصور برلمان دولي عربي؟

أنا لم أقترح أتحاداً تاماً كاتحاد الولايات الأمريكية، وإنما اقترحت اتحاداً عسكرياً حربياً فقط لا نجاة بدونه للدول العربية من غارات إسرائيل التي يهددنا بها إسرائيل من اليوم. وكل آت قريب. وإذا كنت قد اقترحت أن يتولى هذا البرلمان سياسة الدولة العربية الخارجية فلأني أخاف من تدخل الدول الأجنبية الذي كان ولا يزال سبب هزيمتنا الفاضحة في حرب فلسطين

فإذا كانت سياستنا الخارجية يتعذر عليها الخضوع لهذا البرلمان في بادئ الأمر فلا بأس في أن تبقى كل دولة مستقلة فيها تحت شرط أن لا تسمح للدول الأجنبية أن تمد أحابيلها إلى هذا البرلمان وتفرتكه.

ثن إن الأستاذ لا يمكنه أن يتصور الدول العربية تنزل من سلطتها الدفاعية لبرلمان الجامعة. وأنا أقول له إن الدول العربية لا تقوم لها قائمة لدى الخطر الصهيوني المثبل إلا إذا تنازعت عن سلطتها الدفاعية لبرلمان يمثلها جميعاً، كما أن الولايات الأمريكية تنازلت

<<  <  ج:
ص:  >  >>