للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[عراك في معترك]

أي معترك!

للأستاذ زكي طليمات

- ٢ -

تعسف الأستاذ محمد متولي في رده علينا متسقطاً أخطاء لم تقم إلا في وهمه، وأسف إلى السباب وسقط الحديث في جدل يجب أن يسوده الوقار والحجة العلمية، كما أوضحنا ذلك في مقالنا الأول، فانحرف متولي بذلك عن (موضوعية) النقد الذي تحدث عنها بطرف لسانه دون طرف سنانه

(١) حكاية الفيلسوف المعاصر

والدليل على ما نذهب إليه - وهو ليس الأول والأخير - أن متولي في غيبوبة ألمه - ومصدر هذا الألم أننا رددنا أقواله بالحجة - أصدر أمراً بإرسالنا إلى (محكمة تحفظ كرامة العلم وتحاسب المستهترين بقدسيته وتعاقبهم على جناياتهم) لأننا وصفنا في سياق حديثنا الفيلسوف الأمريكي (وليم جيمس) بأنه (الفيلسوف المعاصر)، هذا في حين أن وليم جيمس هذا توفي عام ١٩١٠، وكأننا بالأستاذ متولي يقول إننا تكلمنا عن فيلسوف لا ندري متى انتقل إلى الدار الباقية، وإن كلمة (معاصر) هذه لا تنطلق وصفاً إلا لفيلسوف ما برح يعيش في عصرنا برئتيه وبقلبه!

وحرصنا على أن يزداد الأستاذ متولي علماً، وبرنا بذهن القارئ الذي هو أمانة بين أيدينا يدفعاننا إلى التبسط في حديث ما كان أغنانا عنه لو كان الأستاذ متولي يعرف الموضوع الذي يجادل فيه، أو يعرفه ولم يغالط ويعاند

إن كلمة (معاصر) هذه تعدل على أقلام الكتاب عندنا كلمة الفرنسية، وهي في اصطلاح مؤرخي الأدب ونقاده تطلق وصفاً للآراء والاتجاهات الأدبية والعلمية والفنية التي يأخذ بها عصر من العصور في نواحي من نتاجه الذهني. وقد نص على هذا المعنى المصطلح عليه العلامة في مؤلفه (معجم اللغة الفرنسية) وهو حجة المعجمات الفرنسية بما يأتي:

' '

<<  <  ج:
ص:  >  >>