في الأسبوع الماضي عرض فلم مصري جديد، هو ثالث الأفلام المصرية التي عرضت هذا الموسم، ونعني به فلم (الاتهام) لشركة فنار فلم، التي دعت رجال الصحافة لمشاهدته في حفلة خاصة قبيل عرضه على الجمهور.
ولعل هذا الفلم هو أول شريط مصري نجد فيه موضوعاً، أو حادثة إذا شئت، محبوكة الأطراف، منسجمة الوضع، تسير من البداية إلى النهاية في تسلسل طبيعي معقول، فخلا بذلك مما كان يؤخذ على الأفلام المصرية عامة من تفاهة الموضوعات التي تعرضها وعدم استقامة الحادثة وارتباكها، مما كان يجعل هذه الأفلام تافهة من الناحية الفنية القصصية، ويجعل الارتباط بين مشاهدها المختلفة مضطرباً يتلمسه المشاهد تلمساً ويكاد لا يفهمه، وفي ذلك ما يقلل من قيمة الفلم نفسه، بل يجعله فاترا مملولا ليست فيه هذه الحرارة التي تدفع المتفرج إلى تتبع مشاهدة والاندماج فيها والتأثر بها.
ففلم الاتهام، سد من هذه الناحية نقصاً كبيراً، وتضمن حادثة وموضوعاً يستطيع أن يلمسهما المتفرج في غير عناء ولا مشقة، ويمهد سياق الحادثة من ناحية أخرى، بوقائعها المتتالية، مشاهد تمثيلية رائعة لأبطال الفلم يظهرون فيها مقدرتهم الفنية.
على أن الموضوع ليست له هذه القيمة الفنية التي نعلقها عليه، ولكنه فاز برضاء الجمهور بفضل هذه المفاجآت السينمائية التي تجعل المتفرج لا يمل العرض، ومن المعروف أن القصة، مسرحية كانت أم سينمائية، إذا لم تثر اهتمام المتفرج سقطت. وفي فلم (الاتهام) هذه المفاجآت التي تجعل المشاهد طول مدة العرض متيقظ الحواس والمدارك لا يفوته منه مشهد إلا ويثير اهتمامه بما يليه، ومن هنا نجح الفلم هذا النجاح الملحوظ الذي يستحق عليه أصحابه كل شكر وثناء. ونريد أن نخص بالذكر هنا السياق الفني البديع الذي ظهرت به حادثة القتل والسر فيها، فقد بقى محتفظاً به إلى اللحظة الأخيرة، إلى ساحة المحكمة حيث المتهمة في القفص وكل الأدلة تقوم على إدانتها، وفجأة تظهر الحقيقة، ويعترف المجرم بجرمه، ويرى المشاهد كيف ارتكبت الجناية، فيكون لذلك تأثيره في نفسه. وهذا