المشهد هو أبدع مشاهد الفلم ولا شك من الناحية الفنية السينمائية، وقد أحسن حبكه وعرضة بمهارة تدل على كثير من الحذق والدراية بأصول الفن السينمائي
اشتركت نخبة طيبة من الممثلين والممثلات في القيام بأدوار هذا الفلم وعلى رأسهم السيدة بهيجة هانم حافظ وقد نزلت إلى ميدان العلم الحر بنفس ملؤها الثقة وروح مفعمة بالأمل والرجاء، وقد حققت الأيام ما كانت ترجوه لنفسها من نجاح، وللفن الذي قصرت عليه جهودها من توفيق وفوز.
ظهرت السيدة بهيجة هانم لأول مرة على الشاشة الفضية في دور (زينب) في الرواية المعروفة بهذا الاسم للدكتور محمد حسين هيكل بك ونجحت في دورها نجاحاً شجعها على تكوين شركة سينمائية، هي شركة (فنار فلم) التي تقدم ذكرها والتي يتولى إدارتها الأستاذ محمود حمدي بكفاءة نادرة جعلتها في مقدمة شركاتنا السينمائية المصرية. وقد أخرجت هذه الشركة قبل اليوم فلم (الضحايا)، وهذا الفلم (الاتهام) هو فلمها الثاني. وقد قامت السيدة بهيجة بدوري البطولة في الفلمين. وكان توفيقها فيهما كبيراً إلى درجة تغبط عليها حقاً، فهي تلجأ في مواقفها على الشاشة إلى البساطة التي هي ميزة الممثل الماهر الذي لا تحس في تمثيله تكلفاً أو تصنعاً، بل يعيش في دوره ويندمج فيه حتى ليتلاشى الممثل ولا يبقى إلا هذا الشخص الذي تراه على الشاشة بطلا من أبطال الحادثة.
والسيدة بهيجة (فوتوجينك) فلها هذا القوام المتسق البديع، وهذه القسمات والملامح الواضحة التي تظهر على الشاشة فاتنة أخاذة وعين (الكاميرا) دقيقة قوية تسجل الهنات والصغائر وتجسمها، ولا تعوض الكفاية هذا النقص الذي يبدو في صورة الممثل أو الممثلة، والسيدة بهيجة من هذه الناحية كثيرة التوفيق، توفرت فيها كل الشروط التي تؤهلها للتمثيل السينمائي، وللنجاح فيه، سواء من ناحية المقدرة الفنية والاستعداد لإخراج الشخصية التي تمثلها إخراجاً دقيقاً ماهراً، أو من ناحية التصوير والظهور على الشاشة في صورة بديعة فاتنة. وللسيدة بهيجة فوق هذا صوت متزن النبرات حلو النغم، سلس الأداء، سمعه الجمهور في هذا الفلم لأول مرة، لأنه أول فلم ناطق تشترك فيه
ولعل من الخير ان نذكر هنا ان السيدة بهيجة اشتهرت وعرفت قبل عملها في السينما بموهبتها الموسيقية، وقد نالت سنة ١٩٣٠ دبلوماً في الموسيقى من باريس، ومن المعروف