للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[عدو الشعب الجاشنكير]

للأستاذ عطية الشيخ

تتمة

في قلعة الكرك:

وقف إعرابيان على باب قلعة الكرك واستأذنا في الدخول على الناصر ذاكرين أنهما من مصر. فلما مثلا بين يديه كشف ابن قراسنفر لثامه فعرفه السلطان وقال له: محمد؟ فقال لبيك يا مولانا السلطان، وقبل الأرض وقال لابد من الحلوة، فصرف السلطان من حوله، وآنئذ حدثه محمد باتفاق أبيه مع قبجق وأستدمر على مناصرته، وسلم إليه كتاباً من الثلاثة الموالين مضمونه لوم الملك على النزول عن العرش ووعده برجوع ملكه إليه، فلما قرأه قال يا محمد، ما لهم قدرة على ما اتفقوا عليه، فإن أمراء مصر والشام قد اتفقوا على سلطنة بيبرس، والشاعر يقول:

كن جريا إذا رأيت جباناً ... وجباناً إذا رأيت جريا

لا تقاتل بواحد أهل بيت ... فضعيفان يغلبان قويا

ولن يتم لنا الحال إلا بالحيلة وحسن التدبير والمداراة والصبر على الأمور، وأرسل مع ابن قراسنقر جواباً لأبيه نصه:

(بسم الله الرحمن الرحيم: حرس الله تعالى نعمة المقر العالي الأبوي الشمسي ومتعنا بطول حياته، فقد عملنا ما أشار به وما عول عليه. . . وهذا الأمر ما ينال بالعجلة. . . وإن حضر إليك من جهة المظفر أحد، وطلب منك اليمين فقدم النية أنك مجبور واحلف، ولا تقطع كتبك عني) وهكذا بدأ الناصر يتصل سراً بمن يستطيع إفساده من الأمراء وأعيان الدولة.

عقارب السعاية

وأخذت عقارب السعاية تعمل بين المظفر والناصر، توغر بطانة كل قلب صاحبها ليسرع إلى الوقيعة بالآخر، حتى بعث المظفر للناصر بالكرك يطلب ما عنده من الخيل والمماليك، ويهدده بالنفي إلى القسطنطينية إن لم يجب، فغضب الناصر غضباً شديداً وقال: (أنا خليت

<<  <  ج:
ص:  >  >>