للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[للأدب والتاريخ]

مصطفى صادق الرافعي

١٨٨٠ - ١٩٣٧

للأستاذ محمد سعيد العريان

- ١٢ -

- لقد وضعك حسنك في طريقي موضع البدر؛ يرى ويحب ولا تناله يد ولا تعلق بنوره ظلمة نفس، لكن كبرياءك نصبتك نصبة جبل شامخ: كأنه ما خلق ذلك الخلق المنتثر الوعر إلا لتدق به قلوب المصدعين فيه. . . كوني من شئت أو ما شئت، خلقاً مما يكبر في صدرك أم مما يكبر في صدري؛ كوني ثلاثا من النساء كما قلت أو ثلاثة من الملائكة، ولكن لا تكوني ثلاثة آلام. انفحي نفح العطر الذي يلمس بالروح، واظهري مظهر الضوء الذي يلمس بالعين، ولكن دعيني في جوك وفي نورك. اصعدي إلى سمائك العالية، ولكن ألبسيني قبل ذلك جناحين. كوني ما أرادت نفسك، ولكن أشعري نفسك هذه أني إنسان. . .!)

(هو)

- (إن أمي ولدت نفسي ونفسي هي ولدتني، فلا ترج أن تصيب في طباع أنثى وإلا ضل ضلالك أيها الحبيب. . .)

- (هي)

هو وهي؟

(رجل وامرأة كأنما كانا ذرتين متجاورتين في طينة الخلق الأزلية وخرجتا من يد الله معاً؛ هي بروعتها ودلالها وسحرها، وهو بأحزانه وقوته وفلسفته. . .

(كانا في الحب جزءين من تاريخ واحد، نشر منه ما نشر وطوى ما طواه؛ على أنها كانت له فيما أرى كملك الوحي للأنبياء، ورأى في وجهها من النور والصفاء ما جعلها بين عينيه وبين فلك المعاني السامية كمرآة المرصد السماوي؛ فكل ما في رسائله من البيان والإشراق هو نفسها، وكل ما فيها من ظلمات الحزن هو نفسه!)

<<  <  ج:
ص:  >  >>