للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[على هامش أحلام شهرزاد]

٤ - قضية اليوم

للأستاذ دريني خشبة

قالت فاتنة: (الآن يا صديقي وقد أطلعتك على أطراف من شهرزاد الحكيم، وعلى أطراف من القصر المسحور، ووقفتك على المذهب الذي أخذ الكاتب به نفسه، ولم يفتأ يباهي به، ويشتط فيه. . . الآن وقد علمت أن مشروع (أحلام شهرزاد) كان وعداً موعوداً في القصر المسحور على لسان شهرزاد أراد عميد الأدب العربي أن يذود به عن هذه الشخصية الفذة التي ابتدعها الأديب العبقري القديم الأول، والتي رمز بها إلى جنس المرأة في كل زمان ومكان. . . والآن وقد علمت ما يرتئيه الأستاذ توفيق في شهرزاد كل زمان ومكان من غدر وكيد وخيانة وأنانية و. . . شَبَق. . . الآن يحين لي أن أحدثك عن أحلام شهرزاد حديثاً يروقك وتنزع إليه نفسك، النزاعة إلى الحق، المشغوفة بالجمال، المؤمنة بالكمال

(ليعلمن كيف تكون الكتابة عن شهرزاد!)

هل تذكر هذه القولة التي أخذت مكانها في القصر المسحور عن عمد؟! أما تزال تذكر هذه القولة أيضاً، وقد أخذت مأمنها من هذا الكتاب كما أخذت مأمنها الكلمة السابقة:

(سيجد عندي علم ما لم يعلم من أمر شهرزاد!)

هاتان كلمتان! فهل بر العميد فيما وعد؟ وكيف صور شهرزاده يا ترى! وكيف جافى بها عما رسمها الأستاذ توفيق؟ ثم ما بال أبطاله الآخرين! هل أخرج لنا ملكاً (ديوثَّا) كشهريار الحكيم؟ أم انتفع شهريار العميد بشهرزاده فهذبت طبعه النافر، وأقامت خلقه المعوج، ولفتته إلى شئون ملكه يرعاها بعين الخبير البصير، وعلمته كيف يوائم بين رغبات نفسه ورغبات شعبه، ثم هي مع هذا وذاك لم تنكشف له كل الانكشاف لتستبقى سحرها في قلبه، وتحتفظ بسر الجمال الذي يفضحه التبذل، ويُذيله التهالك في إشباع رغبات الرجال؟!

ثم شخصيتي؟ أنا؟! شخصية فاتنة؟ تلك الشخصية التي تزري بكل شخصيات القصص العربي في الأدب المصري الحديث. . . أرأيت كيف صورها فأتقن صورتها وأبدعها في أحسن تقويم؟

وشخصية طهمان بن زهمان ملك الجن؟! هل كان هذا المارد الأحمق الذي يجلس على

<<  <  ج:
ص:  >  >>