انقسمت مملكة جنكيز خان بين بنيه الأربعة: جوجي وجقتاي وأوكتاي وتولوي، وذرياتهم. تسلط تولوي أصغر أبنائه على مغولستان الشرقية، فورث ملك أبيه في مملكته الأصيلة.
وكان من أولاده الذي فتحوا إيران والعراق، وأزالوا الخلافة العباسية من بغداد. وتولى أوكتاي على جونغاريا في أواسط آسيا. وماك جغتاي فيما وراء النهر. وحكم بنو جوجي وهو أكبر بني جنكيز في صحراء القفجاق (دشت قبجاق) وما يجاورها.
- ٢ -
وكان جنكيز أعطى ابنه الأكبر جوجي الأرض التي شمالي نهر سيحون حيث قامت من قبل مملكة قراختاي، ولكن جوجي سار صوب الغرب فاتحاً ثم خالف على أبيه، ومات في حياة والده، فورث ملكه ابنه الأكبر أوردا
وكان لجوجي أربعة أبناء آخرين: باتو وتوقاتيمور وشيبان ونوغاي، تولوا هم وذرياتهم الملك في شرقي أوربا، صحراء القفجاق وما يتصل بها كما تقدم، وقد دام الملك في شعبة منهم حكمت في القريم حتى نهاية القرن الثاني عشر الهجري (١٧٨٣م). وفي شعبة أخرى ملكت في بخارى وخيوه إلى أواخر القرن الثالث عشر الهجري (التاسع عشر الميلادي)
وكان أعظمهم شأنا وأوسعهم سلطانا باتو وذريته؛ ودام الملك لهم زهاء قرن ونصف (٦١٢ - ٧٦٠ ق). وكانت دار ملكهم مدينة سراي على نهر إتل (نهر الفلجا)
- ٣ -
توفى باتو سنة ٦٥٣ فخلفه ابنه سرتاق سنة واحدة، ثم تولى بركة (بركاي) عشر سنين بين سنتي ٦٥٤و٦٦٤ بركاي حفيد جنكيز وسليل هؤلاء المغول الذي دمروا الحضارة الإسلامية، دخل في أخوة الإسلام، وصار من بناة الحضارة الإسلامية، وحماة علمائها، فلم يعرف بعد باسم بركاي، ولكنه صار (أبا المعالي ناصر الدين بركة خان)، وحالف المسلمين