ولاسيما ملوك مصر على ابن عمه هلاكو ليرد عدوانه عن المسلمين، ويكف يده عن تدمير حضارتهم.
كان إسلامه من بركات الشيخ نجم الدين كبرى الصوفي المعروف؛ فقد بث دعاته في الأقطار للدعوة إلى الإسلام. وكان من تلاميذه الشيخ سيف الدين الباخرزي فأرسله إلى بخارى وأرسل سيف الدين أحد تلاميذه إلى بركاي فدعاه إلى الإسلام، وبين له عقائده وشرائعه، فاستجاب له وأسلم، ثم ذهب إلى الشيخ الباخرزي، فأكرمه وأجله وجدد إسلامه ورجع إلى دار ملكه يدعو إلى الإسلام، ويعظم شعائره، ويبر علماءه، فأسلمت زوجه ججك خاتون واتخذت مسجداً من الخيام يحمل معها إن سارت
وكاتب ناصر الدين بركة الخليفة المستعصم وبايعه وأرسل إليه الهدايا. يقول ابن عربشاه وهو عليم بأحوال بركة وأمور مملكته؛ أقام في مدينة سراي دار الملك سنين وتزوج بها وولد له فيها أولاد:
(ولما تشرف بركة خان بخلعة الإسلام، ورفع في أطراف الدشت للدين الحنيفي الأعلام، استدعى العلماء من الأطراف والمشايخ من الآفاق والأكنان، ليوقفوا الناس على معالم دينهم، ويبصروهم بطريق توحيدهم ويقينهم. وبذل على ذلك الرغبات، وأفاض على الوافدين منهم بحار الهبات، وأقام حرمة العلم والعلماء، وعظم شعائر الله وشعائر الأنبياء. وكان عنده في ذلك الزمان وعند أوزبك خان بعده وجاني بك خان، مولانا قطب الدين العلامة الرازي، والشيخ سعد الدين التفتازاني، والشيخ جلال الدين شارح الحاجبية، وغيرهم من الفضلاء الحنفية والشافعية، ثم من بعدهم مولانا حافظ الدين البزازي ومولانا أحمد الخجندي رحمهم الله تعالى. فصارت سراي بواسطة هؤلاء السادات، مجمع العلم ومعدن السعادات، واجتمع فيها من العلماء والفضلاء، والأدباء والظرفاء، ومن كل صاحب فضيلة، وخصلة نبيلة جميلة ما لم يجتمع في سواها، ولا في جامع مصر ولا قراها)
ويقول ابن بطوطة عن مدينة سراي:(وفيها ثلاثة عشر مسجداً لإقامة الجمعة أحدها للشافعية. وأما المساجد سوى ذلك فكثيرة جداً.)
أسلم بركة فشملته أخوة الإسلام الجامعة، وهدته سننه الرشيدة، وتبنته الحضارة العظيمة التي اجتمعت عليها عقول المسلمين وأيديهم منذ قرون. وتقطعت الأسباب بينه وبين قرابته