تحتل البلاد الإسلامية بقعة كبيرة من سطح الكرة الرضية فهي تمتد من بلاد الصين شرقا إلى المحيط الأطلنطي غربا وتضم بين دفتيها، الباكستان وأفغانستان وإيران والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين وشرق الأردن والمملكة السعودية العربية واليمن وعدن وعمان والكويت والبحرين - ولنخرج من حسابنا تركيا لأنها قد أخرجت نفسها من مجموعة الشعوب الإسلامية وآثرت الانضمام إلى الدول الغربية - ويضاف إلى هذه المجموعة السابقة من الدول الآسيوية أندنوسيا.
هذا في أسيا أما في أفريقيا فتوجد مصر والسودان وليبيا وتونس والجزائر ومراكش وبلاد الصومال.
وسكان العالم الإسلامي يزيد تعدادهم على أربعمائة مليون من الأنفس وهو عدد يزيد على عدد سكان القارة الأوربية بأسرها وهو عدد له خطره وقيمته.
وفي العصر الحاضر أنقسم العالم إلى كتلتين: إحداهما شرقية تتزعمها روسيا وتدين بالشيوعية، والأخرى غربية وتتزعمها إنجلترا وأمريكا وفرنسا وتدين بالديمقراطية والاشتراكية. وبين النقطتين نزاع ونضال. صحيح أنه في سنة ١٩٤١ أي في خلال الحرب العالمية الثانية اتفقت الكتلتان فتحالفتا للقضاء على عدوتهما المشتركة ألمانيا، فلما قضى الأمر وانتهت الحرب بانتصارهما أعتقد الناس أن العالم سينعم بفترة من السلام عقب هذه الحرب الضروس، ولكن خاب أملهم، فسرعان ما شب النضال وقامت الحرب بين حلفاء الأمس، ويتجلى هذا النزاع واضحا جليا في الخلافات المستمرة بين روسيا وبين إنجلترا وأمريكا في هيئة الأمم المتحدة وفي مجلس الأمن وكذلك في الحرب القائمة في كوريا.
ولعلك تسألني ما سر هذا النزاع وهذا النضال بين الكتلتين وما سببه؟ وأنا أجيبك في صراحة أن كلا من الكتلتين تبغي السيادة على العالم. وهذا يدفعنا على أن نبحث موقف العالم الإسلامي إزاء الكتلتين، والسياسة التي يجب أن تسير عليها شعوبه، ولكن يجدر بنا قبل ذلك أن نحاول معرفة سياسة الكتلتين إزاء الشرق الأوسط، أو الوطن الإسلامي.