فلا أدري لهم شجنا على نعش ولا قبر
كما كانوا هنا. . عادوا، بلا سكنا ولا عمر
ظللت أنوح. . يا رباه! بعض نداك للجمر. .
فجاء الموت يغفر فاه للظلمات والقفر!
أخي. . في عزلة حمراء بين ستار الحان
وتحت جناح مصباح بغى الضوء نشوان
سمعت صداك من قدح إلى الشهوات ظمآن
تدور به على جسد بسحر العار ريان. .
وحولك أمة سكرى على رشفات الطغيان
يدور بها على فلك شقي الخطو حيران. .
ضباب الذل غشانا وصوت العار أحزانا
ولم يترك لنا الطاغون شيئا فوق دنيانا
أذاقونا عذاب التيه، والتشريد ألوانا
إذا صحنا من الجوع أكلنا القوت حرمانا
وإن نحنا من العرى لبسنا الموت أكفانا
وإن رمنا ندى الناس وجدنا الناس ذؤبانا. . .
سلوهم. . واسألوا ما شئتم الإسلام، والعرب. .
وكيف على تراب الذل لم يتمزقوا غضبا!
وكيف غدت (فلسطين) بهم تتجرع النوبا
تنوح على سياستهم وتشكو القيد واللهبا
وهم لمذبح الشهوات ساقوا اللهب واللعبا. .
وقالوا: الشرق! قلت: صحا على أفواهكم كذبا. .
محمود حسن إسماعيل