هذه ملاحظات انتقادية، كانت قد عنت لي في أوقات مختلفة خلال دراستي للكتب المدرسية الموضوعة لتعليم قواعد اللغة العربية في المدارس الابتدائية والثانوية؛ وكنت سردتها على بعض علماء اللغة ومعلميها، غير أنني أحجمت عن جمعها ونشرها على صفحات الصحف. . إلى الآن.
أما الآن، فبعد أن أطلعت على تقرير اللجنة التي ألفتها وزارة المعارف المصرية لدرس وسائل (تيسير قواعد النحو والصرف والبلاغة) وبعد أن قرأت طائفة من الملاحظات التي أبدتها بعض المحافل اللغوية على المقترحات المدونة في التقرير المذكور، رأيت من المحتم علي أن أجمع وأنشر هذه الملاحظات والانتقادات.
ولهذا السبب جئت أرجو صديقي الأستاذ الزيات أن يتوسط في عرضها على أنظار قراء الرسالة بوجه عام، وعلى أنظار علماء اللغة ومؤلفيها بوجه خاص.
(أبو خلدون)
كلمة تمهيدية
إن الغاية التي استهدفتها في بحثي هذا، تنحصر في مناقشة (قواعد اللغة العربية: الصرفية والنحوية) وحدها، ولا تتضمن شيئاً في انتقاد (اللغة العربية) نفسها.
لأنني أعتقد أن (اللغة العربية) شيء، و (قواعد اللغة العربية) شيء آخر. . .
فإن (اللغة) - بوجه عام - تتكون تحت تأثير الحياة الاجتماعية، وتتطور بتطورها؛ في حين أن (قواعد اللغة) تتولد من الأبحاث التي يقوم بها العلماء، وتتبدل بتبدل النظريات التي بضعها هؤلاء. . .
فنستطيع أن نقول: إن (خصائص اللغة) تدخل في نطاق (الأمور الطبيعية) التي لا يمكن