ذكرت آنفاً أن لكل لحن من الألحان العربية سلما خاصا ولكن
لها سلماً عاماً أصيلاً تتفرغ منه درجات أنصاف ودرجات
أرباع وهذه الأنصاف والأرباع تستعار من الدرجات الأصلية
بالضغط على الوتر بالإصبع، أو باستعمال (البكلة) في القانون
التركي، أو باستعمال ضغط الإصبع، أو بدوزنة القانون
دوزنة خاصة حسب اللحن المراد. وهذا ما يجعل الموسيقى
العربية ممتازة على الموسيقى الغربية بحيث تصدر الألحان
المختلفة محاكية الانفعالات النفسانية. الأمر الذي ليس له
مشابه في الموسيقى الإفرنجية. وتشترك معها في هذه المزيه
الموسيقى التركية. وربما كانت الموسيقى اليونانية أميز منهما
في هذا القبيل لأن في سلمها ١٨ و١١٦ من الدرجة علاوة
على النصف والربع كما يقال
والموسيقى العربية اقتبست كثيراً من الموسيقى التركية وهذه من اليونانية الأصلية المسماة (البيزنطية) وفي ألحاننا العربية كثيرا من الروح البيزنطية. ويقال إن المرحوم السيد درويش الملحن العظيم كان يختلف كثيراً إلى الكنائس الأرثودكسية لكي يسمع البصلطيكا