للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الفاكهة المحرمة]

للأستاذ احمد عبد الرحمن المحامي والأستاذ محمد السوادي

وأخيراً وبعد صراع عنيف بين لجنة قراءة الروايات في الفرقة القومية، وبين المؤلفين قدر لهذه المسرحية أن تظهر على مسرح الاوبرا، وأن يستمتع الجمهور بمؤلفة مصرية ممتازة نالت رضا رواد المسرح واستحسانهم، لأن الرواية تمس جانباً من حياتهم. ولعل في النجاح الذي تعاون عليه المؤلفان وممثل الدور الأول الأستاذ احمد علام ما يجعل الفرقة القومية ورجال اللجنة تعطي الأفضلية للروايات المصرية، فليس من شك أن الفاكهة المحرمة نالت من الإقبال ما لم تنله الروايات الأخرى في هذا الموسم

لئن عيب على المسرحية المصرية أنها ما برحت تفتقر إلى الطابع الأصيل الذي يميزها عن الروايات الغربية لخلو أدبنا القديم من هذه الصورة من الأدب، فان هذه الرواية تختلف عن هذا النوع، إذ تتميز بهذا الطابع تميزاً ظاهراً، فهي قطعة من صميم الحياة والبيئة المصرية، تتصل بحياتنا وتقاليدنا وروحنا أوثق اتصال؛ وهي تقوم على الصراع بين الشباب الذي يأبى لنفسه أن يهن أمام الشيخوخة التي لا تعرف من الدنيا إلا الاعتزاز بالثروة، وعلى الصراع بين المنطق المستمد من الحكمة وجموح الرغبة، ولكن. . . في ظل التقاليد!!!

ليس من شك في أن أدبنا يفتقر إلى الوراثة المهذبة في فن صياغة المسرحية، فليست لنا تقاليد ولا آثار سابقة كما قلنا؛ ولهذا فان كتابنا الذين يعالجون المسرحية ما برحوا يأخذون بتقاليد المسرح الغربي وينحون نحوه. فالمؤلف في مصر يقف بين ثقافتين الثقافة اللاتينية والثقافة السكسونية؛ فالأولى تهتم بالمفاجئات والحركات المسرحية المتصلة والشخصيات المشتبكة المعقدة؛ والثانية تعنى بخلق الجو الهادئ والشخصيات الواضحة البسيطة

فضل مؤلفا هذه المسرحية الثقافة اللاتينية، بل قل المدرسة الفرنسية فجعلا الحوادث تتجدد، وجاءا بشخصيات تعاون على إبراز الشخصيات الرئيسية في المسرحية، وبهذا كثرت الحركة المسرحية والنشاط؛ ولكن في رأييأنهما لو سلكا الطريق الآخر وأعطيا هذه العناية للشخصيات الرئيسية لكان توفيقهما أتم. فهذه شخصية (فاضل) ذلك الصديق الذي يحب (درية) وشخصية (زوزو) ابنة صاحب الجريدة التي تحب (حسن) لو فكر المؤلفان في

<<  <  ج:
ص:  >  >>