للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الاستغناء عنهما أو الاستغناء عن الشخصية الثانية وتصحيح موقف الشخصية الأولى منذ بدء الفصل الثاني، فأنا زعيم بان ختام المناظر يكون اهدأ وافعل في النفس أثراً، ولرأينا صورة بارزة من المسرح المتزن الذي يجعلنا نلتذ للتكشف الهادئ للحادثة ويصدم أذهاننا فيبعثنا على التأمل والاعتبار بالحوار ومناقشة الرأي. ولو أن لي أن أشير بنصيحة لطالبتهما بهذا الإصلاح

على أن هذا الرأي قد يكون متأثراً بعض الشيء بثقافتي السكسونية وحبي للمسرح الإنجليزي، ولكني القي به مع اعتقادي بان المسرحية قطعة أدبية ممتازة بشخصياتها الرئيسية الكاملة التصوير، والجو المصري الخالص الذي تعيش فيه هذه الشخصيات، والأسلوب الرائع الملموس في نواحي المسرحية

اشترك في تأليف المسرحية الأستاذان احمد عبد الرحمن قراعة المحامي المعروف ومحمد السوادي الصحفي؛ وقد يصعب على الناقد أن يفرق بين عمل مؤلفين أتما رواية واحدة معا، ولكن المسرحية من حيث الأسلوب وطريق التفكير والشخصيات تنم عن قراعة اكثر مما تنم عن زميله

يقول (بيفون) الكاتب الفرنسي الكبير: إن الأسلوب هو الرجل. وليس من شك في أن أسلوب قراعة القوي قد نم عليه، وليس الأسلوب وحده، بل كذلك الشخصيات وطريق التفكير؛ والمأساة تدل على أن له النصيب الأوفر في هذا العمل

فنحن نرى الشخصيات تنحني أمام قوة التقاليد، وحتى حسن ودرية، وهما من أصحاب الثقافة العالية، لا يفكران في الثورة على التقاليد والنظم بل يخضعان ويقبلان التضحية من اجل والديهما؛ ثم النهاية القاسية التي تفرق بين حسن ودرية، لان الشرع يحول دون زواجهما - تنم عن روح قراعة ربيب بيت التقاليد وبيت الإفتاء

الإخراج والتمثيل

ظهرت هذه المسرحية من غير مخرج، فقد كانت من نصيب الأستاذ زكي طليمات، وقد بدأ فعلاً في تدريب الممثلين، فلما ترك الفرقة وقامت العقبات في سبيل ظهور هذه المسرحية أهملت، وأبى الأستاذ عزيز عيد أن يتم إخراجها، فقام الممثلون أنفسهم بهذا العمل وعاونهم الأستاذ أدمون تويما منظم المسرح

<<  <  ج:
ص:  >  >>