للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[حياة المازني]

المازني والصحافة

(لست صحفياً بالمعنى الصحيح، وإنما أنا رجل كاتب) المازني

للأستاذ محمد محمود حمدان

صلة المازني بالصحافة صلة قديمة ترجع إلى ما قبل اشتغاله بها. فقد كان منذ سنة ١٩٠٧ يكتب في الصحف التي تخصص جزءاً من صفحاتها للموضوعات الأدبية كالجريدة والمؤيد والدستور. وهذه الأخيرة هي الصحيفة التي كان يصدرها في ذلك الحين الأستاذ محمد فريد وجدي ويشترك في تحريرها الأستاذ العقاد. وعلى صفحات الدستور وعن طريقه تعارف المازني والعقاد فتلازما من بعد واقترن اسماهما وتوطدت بينهما صداقة سوف يعتز بها التاريخ الأدبي ما ذكرت صداقات الأدباء.

وفي سنة ١٩١١ أصدر الأستاذ الشيخ عبد الرحمن البرقوقي مجلة (البيان) فتعهدها نخبة من الأدباء الناشئين في ذلك الجيل أمثال السباعي والمازني والعقاد وشكري. ونشر بها المازني فصولاً في الأدب والنقد ضمنها بعد ذلك أول كتاب صدر له وهو كتاب (الشعر، غاياته ووسائطه) (١٩١٥)، كما بدأ فيها ترجمة كتاب التربية الطبيعية أو إميل للفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو. وتوقفت البيان عن الصدور فتحولت تلك المدرسة الأدبية إلى صحيفة (السفور) التي كان يصدرها الأستاذ عبد الحميد حمدي على عهد الحرب الكبرى.

أما بدء اشتغال المازني بالصحافة بعد اعتزاله التدريس فقد كان حين دعاه الأستاذ عبد القادر حمرة، عقب الثورة، لمعاونته في تحرير صحيفة (الأهالي) وكانت تصدر بالإسكندرية، وكان المازني مريضاً متلف العصاب من اثر التجربة النفسية التي امتحن بها في ذلك الصدر من حياته والتي أشرنا إليها في الفصل السابق، فاشترط أن تكون مشاركته إلى حين.

وفي تلك المرحلة الباكرة من مراحل الحياة السياسية في مصر، كانت الصحف أكثر اهتماماً وعناية بالآراء والأفكار منها بالحوادث والأخبار، فكان طابعها الأغلب وأكبر اعتمادها على المقالة. وكان ذلك أقرب إلى طبيعة الكاتب في المازني، فلا جرم استطاع أن

<<  <  ج:
ص:  >  >>